الجمعة، 1 مارس 2013
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه خلاصة الترجمة لمقطع [Ben Stein ] مؤلف وممثل ومحامي, وعالم اقتصاد:
يقول: لدينا أزمة في التعليم من الدرجة الأولى, عندما كنت طفلاً كان معدل درجاتي في الاختبارات مرتفعاً, وكنا أطفالاً مميزين, ولكن بعد ذلك في آخر السبعينات والثمانينات والتسعينات, انخفض معدل الدرجات بطريقة ما, لا أدري كيف! وهذه مشكلة كبيرة, وأصبح العديد من الشباب الأمريكي لا يعلمون شيئاً عن التاريخ والجغرافية, فلا يعلمون أي شيء إلا كيف يكونون محششين, والتعليم هو العنصر الأساسي في تشكيل رأس مال الإنسان, إن الشباب الأمريكي خاصة الشباب الذين ليسوا بأغنياء, أو على الأقل من الطبقة الوسطى إذا لم يتعلموا فهم سوف يهبطون أكثر وأكثر على سلم الدخل, والدولة بأكملها سوف تشهد انهياراً في الثروة والحراك الاجتماعي.
لقد كنت قبل قليل, على التلفاز مع [رابرت رايك] قبل إتياني إلى هنا, وكان يقول: "لا بد أن تكون هناك حركة سياسية ترتفع من خلالها الطبقة الوسطى إلى الطبقة العليا", وكنت أقول بأن هذا الشيء لن يتم من قبل الحكومة بل بالأشخاص العاملين والموفرين.
وأنا كوالد لشاب مراهق فإني أتكهن بأشياء مخيفة حول ذلك, فكثير من الشباب في الوقت الحاضر يرغبون في العمل, ولكن في مقابل ذلك الكثير منهم لا يرغبون في العمل, ولا في التعليم, وأنا لا ألوم المعلمين في ذلك, بل ألوم الطلاب أنفسهم, لأن المعلمين يعملون بجد واجتهاد لأنها وظيفة أو مهنة صعبة.
فأنا عملت كمعلم, ودرَّست في محيط محترم ومتميز غالباً في [ يوسي سانت كروز ], وحتى هناك كان نوع من الصعوبة في التدريس, وكان من الصعب جداً تعليم الطلاب المحششين طوال اليوم, ولذلك يجب على الطلاب أن يرسخ في عقولهم أن من المهم جداً أن يتعلموا.
وأذكر واقعة حدثت لي, وهي تبين حقيقة هذا الوضع, وهي أفضل من أن آتي بالأرقام والإحصائيات والبيانات التي تدل على هذا الأمر, كنت مشاركاً في برنامج على قناة يسمى ( أذكى النماذج الأمريكيين ) الذين أُخبرت عنهم بأنهم نماذج, وعلى كل حال أخذنا وجمعنا ألف وستمائة رجل وامرأة وامتحناهم, ونزل العدد إلى ستة عشر منهم ثمانية رجال وثماني نسوة, وفي يوم ما في منتصف العرض كنت أتحدث مع اثنين من الذين أُخرجا من العرض, وكانا ينتظران ليعملا شيئاً ما قبل أن يعودا إلى حياتهم, وهما شاب وشابة.
قال الشاب في حديثه مع [Ben ]: "أكيد أن لديك علم كثير وتعرف أشياء كثيرة".
فقلت للشاب: "أنا أكبر منك سناً بكثير, ولكن ليس لدي علم كثير".
فقال الشاب: كم عمرك؟ قلت: اثنان وستون. فقال الشاب مستغرباً: "واو!!".
فقلت له: دعنا نعمل اختباراً الآن هنا. وقلت له: "من كان رئيساً عندما ولدتُ؟". فظل الشاب يفكر ثم قال: "أعتقد أنه [ إبراهيم لنكون ]". فقلت له: "لا, إنه ليس إبراهيم لنكون".
فظل يفكر وقال: "لا أستطيع التفكير في أي رئيس آخر". فقلت له: "سوف أعطيك تلميحاً للإجابة, عندما ولدت كانت هناك حربٌ كبيرةٌ ومستعرة في العالم أجمعه, ولم تكن الأولى من نوعها, دعنا نبدأ لكي نرى هل تستطيع أن تخبرني أي حرب كانت تلك؟".
فظل الشاب يفكر. فقالت الشابة: "حربٌ أهلية". فقلت: "لا, لا, ليست حرباً أهلية!".
فقالا: "لا يمكننا التفكير في أي حروب أخرى". فقلت لهم: "لقد كانت الحرب العالمية الثانية". قالا: "لقد سمعنا بهذا, لقد سمعنا بهذا". فقلت لهما: "إذاً من كان رئيساً في الحرب العالمية الثانية؟" فقالا: "لا نعلم الإجابة". فقلت لهما: "طيب, إنه: [ فرانكو روزفلت ] وهناك سؤالٌ آخر سوف نجعله سهلاً, من حاربنا في الحرب العالمية الثانية؟". كلاهما قالا في آن واحد: "ألمانيا". فقلت: "صحيح, ومن أيضاً؟". فقالا: "روسيا". فقلت: "لا, لقد كانت روسيا إلى جانبنا". وسألتهما: "من أيضاً حاربناه في الحرب العالمية الثانية؟". فقال الشاب: "ألمانيا!". فقلت: "لقد قلتَ ألمانيا قبل قليل". فقال: "طيب لا أعلم". فقلت له: "دعني أساعدك, لقد حاربنا في مسرح العمليات في أوربا وفي مسرح المحيط الهادي, فقلت له: من حاربنا في منطقة المحيط الهادي؟". فظل الشاب يفكر, ثم قال: "ألمانيا!". فقلت له: "لا, لا, ألمانيا ليست في المحيط الهادي, إذاً من حاربنا في المحيط الهادي؟". فظل يفكر ثم قال: "روسيا!". فقلت: "لا, لا, لقد قلت لك أن روسيا كانت بجانبنا في الحرب". ثم قال: "لا أستطيع التخمين, لا أعلم". فقلت: "سوف أقرب لك الإجابة, سأعطيك تلميحاً, هي مجموعة جزر تكوّن دولة وتنتج سيارات جيدة جداً ". فظل يفكر ثم قال: "ألمانيا!". فقلت له: "لا, لا, إنها ليست ألمانيا, وإنما هي اليابان". فقالا: "هل حاربنا اليابان في الحرب العالمية الثانية؟ ومن انتصر؟" فقال الشاب أو ربما الشابة: "واو! لديك علم ومعرفة كثيرة جداً وهذا مدهش!". فقلت لهما: أن هذا القدر من العلم لا يستوعب وقتاً في معرفته, وأظن أننا تعلمنا شيئاً بسيطاً عن التاريخ حينما ترعرعنا في [ واشنطن دي سي ] كما فعلت أنا. فقال الشاب: "واشنطن دي سي؟ المكان الذي يمطر فيه طوال الوقت ويمتاز بالأشجار الكبيرة؟". فقلت له: "لا, لا, الذي تقصده هي ولاية [ واشنطن ]". فقال لي: "ما الفرق بينهما؟" فقلت له: "[ واشنطن دي سي ] منطقة صغيرة بين [ ميرلاند ] و[ فرجينيا ] وأغلب مكاتب الحكومة الفيدرالية تقع فيها, وولاية [ واشنطن ] في شمال غرب المحيط الهادي على الساحل, وتمطر كثيراً وتوجد بها الكثير من الأشجار الكبيرة". وبعد هذا الشرح والتفصيل قالت الشابة: "ما الفرق بين [ واشنطن دي سي ] و[ واشنطن ]؟".
وهذه نهاية الواقعة. والإعلام يعطي لنا صورة مغايرة, ويخبر الناس أن التعليم ليس مهما, وأنه من الغباء أن تصبح ذكياً, وليس من الجيد أن تعلم كل شيء.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق