الخميس، 9 مايو 2013

مشكلة تعليم القرآن الكريم لكبار السن

المملكة العربية السعودية
 وزارة التعليم العالي
 الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
 كلية الدعوة وأصول الدين
 قسم التربية
 بحث عن مشكلة تعليم القرآن الكريم لكبار السن
 إعداد الطالب صهيب بن عيسى المرزوقي
 إشراف أ.د. عيد بن حجيج الجهني
 العام الجامعي 1433- 1434هـ
 بسم الله الرحمن الرحيم
 المقدمة: الحمد لله الذي أعزنا بالقرآن، وشرفنا بحفظه وتلاوته، حمداً وشكراً دائمين دوام كمال وجمال إلى ما شاء الله، فهو كلامه الحكيم, ودستوره العدل الرحيم، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين, وعلى آله الطيبين الطاهرين, وصحبه الغر الميامين, ومن اتبع هديه إلى يوم الدين أما بعد: القرآن الكريم كتاب الله المتين ورسالة رب العالمين ودستور المسلمين، آياته نور, ومنهج للحياة، من جحد بعضه كفر ومن صدقه نجح وظفر، أحكامه سعادة في الدنيا وبشرى في الآخرة، ما احتفى به المسلمون إلا نالوا الشرف والمجد, وما أهملوه إلا ذلوا وجهلوا, به تُقَوّم الأخلاق , وتتربى النفوس.. قال تعالى: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا  ). وحفظ القران هو وسيلة لفهمه, واستحضاره في الأزمات , والقيام به آناء الليل وآناء النهار,, ومن نعم الله علينا أن يسر القران للحفظ والفهم، قال تعالى: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) ( ). فالمسلم بدون القرآن لا قيمة له، فمن تعلمه وحفظه وعمِل بما فيه, فقد أوتي خيراً كثيراً، ومن ثَمّ فالقرآن هو نور حياتنا, وزاد أرواحنا ومهجة قلوبنا. إن قلوب المسلمين تهفو إلى حفظ كتاب الله تعالى كله أو بعضه, وتهفو إلى معرفة الطريقة الصحيحة التي تأخذ بأيديهم إلى تعلم كتاب الله. ويتفاوت الناس في مقدرتهم على تلاوته وحفظه , فمنهم من يقرأه وهو ماهر فيه ومنهم من يشق عليه ويتتعتع فيه, كما قال المصطفى : [الماهرُ بالقرآن مع السفرةِ الكرامِ البرَرَةِ . والذي يقرأ القرآنَ ويتَتَعْتَعُ فيه ، وهو عليه شاقٌّ ، له أجرانِ]( ), ومن أكثر من يجد مشقة في حفظه أو تلاوته كبار السن الذين يجهلون مبادئ اللغة العربية وقواعدها.. ومن هنا ظهرت مشكلة تعليم القرآن الكريم لكبار السن الذين تراجعت ذاكرتهم ووهنت أجسامهم وضعفت أبصارهم. فإذا تعلم الطالب الكبير شيئاً من القرآن الكريم وانتفع به, وتخلق بأخلاقه, انعكس ذلك على غيره، فتعم الفائدة بإذن الله, وبالأخص إذا غرس المعلم فيه معنى قوله صلى الله عليه وسلم: [خيركم من تعلم القرآن وعلمه] ( )، ولا شك أن الجامع بين تعلم القرآن وتعليمه مُكمّل لنفسه ولغيره، جامع بين النفع القاصر والنفع المتعدي, ولهذا كان أفضل, وهو من جملة من قال الله فيهم: 

(وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) والدعوة إلى الله يقع بأمور شتى من جملتها تعليم القرآن الكريم. فكان لابد من دراسة هذه المشكلة وإيجاد الحلول الكافية لتفاديها.. نفع الله الجميع بهذا البحث وجعله عملاً خالصاً لوجهه الكريم، وهذا عمل قاصر وجهد مُقِل فإن أحسنت فمن الله وحده, وإن أسأت فمن نفسي والشيطان. موضوع الدراسة: أصبحت مشكلة تعليم القران الكريم لكبار السن إحدى المشكلات التعليمية المتداولة بين المشتغلين بالعلوم القرآنية. وذلك لصعوبة تعلم الكبار ولا يخفى ما في تعليم القرآن الكريم للكبار من فوائد, على رأسها أن الطالب الكبير له تأثيره على غيره ممن يتعامل معهم من أصدقاء، أو جيران أو زملاء، أو ممن يعيش معهم في البيت من زوجة وأولاد . على ضوء ما ذُكِر يتناول الباحث في هذه الدراسة - بمشيئة الله – مشكلة تعليم القران الكريم لكبار السن وذكر بعض الحلول والاقتراحات لتفادي هذه المشكلة, وعرض بعض التقنيات الحديثة المساعدة في ذلك.

 أسئلة الدراسة:

1- ما مشكلة تعليم القران الكريم لكبار السن؟

2- ما طرق التدريس وما قواعدها وأهدافها؟

3- ما مبادئ تعليم القران الكريم لكبار السن وغير المتعلمين؟

4- ماذا يجب على معلم الكبار وغير المتعلمين؟

5- ما طرائق تدريس القرآن لكبار وغير المتعلمين؟

6- ما الوسائل التعليمية المستخدمة في تعليم القرآن الكريم لكبار السن؟

 7- ما النسيان وأسبابه وما طرق علاجه؟

 أهداف الدراسة:

1- التعرف على مشكلة تعليم الكبار.

2- التعرف على طرق التدريس وقواعدها وأهدافها.

3- التعرف على المهارات التي ينبغي أن يتمتع بها معلم الكبار.

4- التعرف على مبادئ تعليم القرآن الكريم لكبار السن.

5- التعرف على طرائق تدريس القرآن الكريم لكبار السن.

 6- التعرف على الوسائل التعليمية المستخدمة في تعليم القرآن الكريم لكبار السن.

7- التعرف على النسيان وأسبابه وطرق علاجه.

 أهمية الدراسة:

1- تتمتع هذه الدراسة بأهمية خاصة لأنها تتحدث عن تعليم القرآن الكريم (كلام رب العالمين) وهو المصدر الأول للتشريع الإسلامي.

2- يطمع الباحث في لفت أنظار الباحثين التربويين إلى أهمية تعليم الكبار وخصوصا القرآن الكريم.

3- يأمل الباحث أن تسهم هذه الدراسة في إعانة المشتغلين في جانب تعليم الكبار القرآن الكريم.

4- إبراز مكانة كبار السن ودوره في المجتمع.

 5- تعنى هذه الدراسة ببيان مشكلة تعليم الكبار وإعطاء نموذج عملي لحل مشكلة تعليم القرآن الكريم لكبار السن.

  الفصل الأول : مشكلة تعليم القران الكريم لكبار السن: كبار السن هم الشريحة التي سننضم إليها إن شاء الله إن كتب الله لنا العمر، هذه المرحلة العمرية هل يمكن أن ينجز الإنسان فيها على قدر الحكمة وعلى قدر العلم الذي حصله طيلة سنوات عمره؟ أم هناك مشكلات تحول دون إنجازه واستخدامه واستثماره لهذه المرحلة العمرية الرائعة والدقيقة والحساسة, والتي قد يعتبرها البعض مزعجة, والتي قد يتمناها البعض, وقد يهرب منها آخرون، فما هو التعامل الحكيم مع هذه المرحلة، كيف يمكن أن نتجاوز مشكلاتها .. للإنسان مراحل عمرية متتابعة , ومرحلة كبار السن هي المرحلة الأخيرة من مراحل عمره، فكبير السن هو الشخص الذي تظهر عليه تغييرات جسمية وصحية ونفسية واجتماعية تؤثر عليه وتخلق له المشكلات.. ولذا كان لابد من بذل عناية خاصة بكبير السن ومحاولة حل المشكلات التي تواجهه في تحقيق مبتغاه.. وفي هذا البحث سنتناول حلول وطرائق وتقنيات لمشكلة تعليم القران الكريم لكبير السن, وذلك للأهمية البالغة في تعلم القران وحفظه وفهمه.. فهو كلام رب العالمين , مصدر التشريع والهادي إلى الحياة الطيبة في الدارين.. ولتفشي هذه الظاهرة في المجتمع, وحيرة بعض المدرسين لكتاب الله في كيفية تعليم كبار السن خاصة والتعامل معهم وفق ما يرغبون ويتقبلون.

  الفصل الثاني : طرائق التدريس .

 • المبحث الأول : مفهوم طرق التدريس .

 أولاً: تعريف الطريقة في اللغة: الطريقة: من أصل ( طَرَقَ ) أي ضَرَبَ ، ومنه سُميت مِطْرَقة الصائغ والحداد؛ لأنه يطرق بها أي يضرب بها. والطرق: "هو الضرب بالحصى وهو ضَرْبٌ من التّكهُّن، وطَرَقَ النَّجَّادُ الصوفَ بالعودِ. أي ضربُ الصوف والشعر بالقضيب لينفشا".( ) والطريق: هو السبيل الذي تطرقه أرجل السالكين، ويُطْلَق على المسلك الذي يسلكه الإنسان محموداً أو مذموماً. والطريقة: هي الحال والسيرة الحسنة أو السيئة، وجمعها طرائق، وطريقة القوم أمثلهم وخيارهم؛ أي الذين يجعلهم قومهم قدوة، يسلكون طريقتهم.( ) من خلال ما سبق: يتبين أن الطريقة تُطلق على معان عديدة، منها أنها هي المسلك الذي يسلكه الإنسان والنهج الذي يتبعه في حياته، وأسلوبه الذي يسير عليه لإيصال كلامه ومقصوده إلى غيره بقصد التعليم والتربية.

 ثانياً: الطريقة في القرآن الكريم: وردت مادة ( طَرَقَ ) في القرآن الكريم بمشتقاتها إحدى عشرة مرة. وردت بصيغة المفرد المذكر لتدل كما أسلفنا على المسلك الذي يسلكه الإنسان مذموماً كان أو محموداً، كما قال :  إن الذينَ كفروا وظَلمُوا لم يَكنِ الله لِيغفِر لهم ولا لِيهديَهم طريقاً . ( ) ووردت بصيغة اسم الفاعل، كما قال :  والسمَاء والطَّارِق . ( ) ووردت بمعنى ملة الإسلام وشريعته وطريقته, قال :  وألّو استقَامُوا على الطّريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً . ( ) ووردت بصيغة الجمع معبرة عن المذاهب, في قوله تعالى:  وأنَّا منّا الصَّالحون ومنّا دونَ ذلكَ كُنَّا طرائقَ قِدداً  ( ) ومعنى الآية : أي كنَّا طرائق أي ذوي مذاهب مختلفة. أي فرقاً شتى - قاله السدي، وقال الضحاك: "أدياناً مختلفة ".( ) من خلال ما سبق: يتبين أن مادة ( طَرَقَ ) اشتُقت منها صيغٌ متعددة، وألفاظٌ كثيرة مختلفة ومتباينة. ثالثاً: الطريقة في التدريس : الطريقة في التدريس لا تعدو أن تكون إعداداً للخطوات اللازمة للقيام بعمل من الأعمال، فلكل إنسان طريقة في حياته تظهر في عمله وسلوكه، ولكل معلم طريقته في التدريس، وديننا الإسلامي دين النظام، ونحن نعمل جميعاً في حقل واحد وهو حقل القرآن وتدريسه وتعليمه للناس من خلال صرح تعليمي شامخ وهو الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالطائف، فإذا كان النظام والترتيب هما المسلك الذي يسلكه المعلم في تدريسه والمربي في تربيته والطبيب في تطبيبه والمهندس في هندسته والعامل في عمله، كان الوصول إلى الهدف المنشود أدق وأعمق وهدفنا جميعاً هو أسمى الأهداف وأعظمها، ومهمتنا هي مهمة الأنبياء والرسل. إن معلم القرآن وبالأخص معلم حلقات ودورات الكبار وغير المتعلمين، يتوجب عليه أن يدقق النظر في اختيار طريقته، ولا شك أن الطرق المنظمة في التدريس تمكّن المدرس من الوصول إلى هدفه، وإذا دقق الإنسان النظر في كتاب الله يجد أنه قد اشتمل على قواعد عامة لطرق التدريس.

 • المبحث الثاني : قواعد طرق التدريس .

 أولاً : العناية بالمتعلم: إن من هدي النبي  في التعليم الاهتمام بالسائل والمتعلم، فكان  يحدّث أصحابه ذات يوم فجاءه رجل فسأل عن الساعة فمضى في حديثه، فقال قوم: سمع ما قال فكره ما قال، وقال قوم: لم يسمع، ثم سأل أخرى: متى الساعة ؟ فمضى في حديثه فلما انتهى من حديثه قال: أين أراه السائل عن الساعة ؟ فقال أنا، فقال : ( إذا ضُيعت الأمانة فانتظر الساعة )، قال وما إضاعتها، قال : ( إذا وسّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ) ( ). فهو  رغم أنه لم يقطع حديثه, لم ينس هذا السائل, ولم يُهمله, وهذا من اهتمامه  بالمتعلم, فمن هديه  نتعلم أنه يجب علينا أن نهتم بالمتعلم، وعلى المعلم أن يجتهد في تعليم طلابه، قال الإمام النووي ( ) : ( أن يكون باذلاً وسعه في تفهيمهم، وتقريب الفائدة إلى أذهانهم، حريصاً على هدايتهم ويفهم كل واحد بحسب فهمه وحفظه فلا يعطيه مالا يحتمله، ولا يقصر به عما يتحمله بلا مشقة، ويخاطب كل واحد على قدر درجته، وبحسب فهمه فيكتفي بالإشارة لمن يفهمها ويوضع العبارة لغيره ويكررها لمن لا يحفظها إلا بتكرار"( ).

 ثانياً: معرفة المعلم لقدرات الطلاب وإدراكهم: إن معرفة معلم القرآن لقدرات إخوانه الطلاب من الكبار وغير المتعلمين تنعكس على تدريسه إياهم وعطائه لهم، فالذي يعرف طلابه معرفة دقيقة, هو القادر على أن يختار لهم الطريقة المناسبة، فكان  ( المعلم ) يعرف قدرات ومواهب أصحابه ( الطلاب ), فكان يقول : (أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياءً عثمان، وأقرأهم لكتاب الله أُبي، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ولكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة عامر بن الجراح ) ( ). أليس هذا مظهراً من مظاهر إدراكه  لمدارك وقدرات أصحابه ؟ وكان يقول لأبي هريرة  حين سأله عن الشفاعة: ( لقد ظننت أن لا يسألني عن هذا الحديث أول منك لما أعلم من حرصك على الحديث ).( )

 ثالثاً: التدرج من البسيط إلى المركب: خاطب القرآن الكريم الأمة كلها بكافة مستويات الإدراك فتدرج في هدايتها وتربيتها من البسيط إلى المركب, حتى يصل بهم إلى الإقرار بوحدانيته سبحانه وتعالى، فما أجمل المعلم أن يتدرج مع الطلاب في تعليمه الأداء فيحرص في البداية على إجادة نطق الكلمات والحروف, ومساعدتهم على التخلص من عيوب الكلام, والتخلص من تأثير اللهجة التي درجوا عليها، ثم بعد ذلك يدربهم على إتقان الأداء وتجاوز اللحن الخفي شيئاً فشيئاً.

 رابعاً: دقة الحفظ وسلامة الأداء: إن دقة الحفظ في البداية تساعد الطالب على عدم تَفلت محفوظه بسهولة، فينبغي للمعلم ألا يسمح للطالب الذي تكثر أخطاؤه بالانتقال من مقطع إلى آخر، ولا سيما إذا كانت الأخطاء في الحركات ونطق الكلمات, حتى يُتقنه، وذلك لأن معظم الطلاب يهتمون بالكم لا بالكيف, فيريدون أن يُتموا السورة وينتقلوا إلى أخرى، كما لا ينس المعلم أن يكلف كل طالب وفق طاقاته وقدرته حتى لا يشعر بالعجز، ومن ثَمّ الإحباط، وقد يتكاسل عن الحضور للحلقة عندما يشعر أنه غير قادر على الحفظ، فعلى المعلم أن يكسب وُدَّ طلابه ويُلزمهم بالدقة، فقد كان الصحابة والتابعون والسلف الصالح يجتهدون في دقة الحفظ، عن مجاهد قال: "عرضت القرآن ثلاث عرضات على ابن عباس أقفه عند كل آية أسأله فيم نزلت وكيف كانت".( ) خامساً: عظمة القرآن الذي نتعلمه: من المعلوم لدى الجميع ما في القرآن من عظمة وأهميته في حياة المسلمين، فعلى المعلم توضيح هذا الأمر للطلاب, ويوضح لهم أيضاً ما اشتمل عليه من هداية إلى العقائد الصحيحة والعبادات الحقة والأخلاق الكريمة والتشريعات العادلة, وما اشتمل عليه من تعاليم بناء المجتمع، فالقرآن الذي ندرسه هو كتاب الله الخالد إلى يوم القيامة. إن المسلمين لو جددوا إيمانهم بأهمية هذا الكتاب، وكانوا جادين في الالتزام والطاعة لما فيه من أوامر وتوجيهات إلهية حكيمة، فإنهم يجدون ما يحتاجون إليه من حياة روحية طاهرة وثروة حضارية ونِعَم لا تُعد ولا تُحصى. ( )

 • المبحث الثالث : أهداف تدريس القرآن لكبار السن:

1. توثيق الصلة بين المتعلم وكتاب الله تعالى ليضمن استمرار سلامة الفطرة .

2. تثبيت الإيمان بالله بتوحيد الألوهية والربوبية وتوحيد الأسماء والصفات .

3. تربية ملكة التأمل والنظر في آيات الله ومعجزاته في النفس والكون من حوله .

4. الإيمان الصادق والتسليم المطلق بكل ما في القرآن  أفَلا يتَدَبّرونَ القرآنَ أم على قلوبٍ أقفالها( )

5. تنمية قدرة الدارس على التلاوة الصحيحة تحقيقاً لقوله تعالى :  ورَتل القُرآن تَرتِيلاً

6. تنمية ملكة التذكر وتنمية القدرة على الاستدعاء المنظم للمعلومات المحفوظة .

 7. تنمية القدرة على التعبير الصحيح وتقويم اللسان من اللحن في اللغة .

 8. تربية الدارسين على اتخاذ القرآن سلوكاً وطريقة لهم ( كان  خلقه القرآن )( )  

 الفصل الثالث : كبار السن وغير المتعلمين:

• المبحث الأول : مبادئ تعليم القرآن لكبار السن وغير المتعلمين:

 إن القرآن الكريم هو كتاب الله  أنزله على أمةٍ أُميّة لا تَقرأ ولا تَكتب, فتعلموه وفهموه وأخذوه منهجاً في حياتهم, فرفعهم الله  بين الأمم, وجعلهم خير أمةٍ أخرجت للناس، ولقد اشتمل القرآن الكريم على مبادئ عديدة للتعليم, فاقتدى بها رسول الله  في تعليمه لهذه الأمة الأميّة ومنها ما يلي:

أولاً: وضوح الهدف: على معلم القرآن قبل أن يشرع في تعليم القرآن الكريم لكبار السن أن يوضح الهدف من تعلم كتاب الله  . وعلى رأس هذه الأهداف التقرب إلى الله بالعبادة, وإفراده بالألوهية والربوبية وإخلاص العبادة له، والغاية من خلق الإنسان هي تحقيق العبودية الكاملة لله تعالى وإسلام الوجه لله تعالى. قال تعالى:  قُلْ إِنَّ صَلاتي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِين  ( ). إن وضوح الهدف من دراسة القرآن الكريم, يساهم مساهمة فعالة في دفع الدارس نحو إجادة تلاوة القرآن الكريم وحفظه ودراسته وفهم معانيه، مما يؤثر على سلوكياته وأخلاقه. إن تلاوة القرآن الكريم عبادة, بل من أعظم العبادات, وما خُلقنا في هذه الحياة إلا لتحقيق هذه العبودية, قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ  ( ).

 ثانياً: تقوية الدافع للتعلم: على المعلم أن يعمل جاهداً على تقوية الدوافع الذاتية على الحفظ, وذلك بترغيب الطالب بما ورد في النصوص الصحيحة من القرآن والسنة في فضل القرآن وحملته والتالين له والعاملين بما فيه. قال ابن عباس : "للعلماء درجات فوق المؤمنين بسبعمائة درجة، ما بين كل درجتين خمسمائة عام" ( ). قال تعالى :  إنما يَخشَى الله مِن عِبادِه العُلَماءُ  ( ). قال الشاطبي ( ) رحمه الله: وإن كتاب الله أوثقُ شـافعٍ وأغنى غناء واهباً مُتّفُضـلا وخير جليسٍ لا يُملُّ حديث وتَردَادُهُ يزداد فيـه تجمـلا قال ابن القاصح ( ): ( وهذا حث على التمسك بالقرآن والعمل بما فيه ليكون القرآن شافعاً له كافيه، وهو أوثق شافع، فالقرآن خير جليس وهو أحسن الحديث لقوله تعالى:  الله نزّل أحسن الحديث  ( ) ).( ) ولا ينس المعلم أن يمزج هذا الترغيب بشيء من الترهيب, وذكر آيات الوعيد, كقوله تعالى:  ومَن أعَرَض عَن ذِكري فَإن له مَعيشة ضنكاً وَنحشُره يَومَ القيامة أعْمى قال ربِّ لِمَ حشَرتني أعْمَى وقَدْ كنتُ بصيراً قالَ كذلكَ أَتَتَكَ آياتُنا فنسِيتها وكَذلك اليومَ تُنسَى .( ) ومعلوم أن أفضل الذكر تلاوة القرآن . قال ابن الجوزي( ): " وإن أقواماً يصرفون الزمان إلى حفظ ما غيره أولى منه، وإن كان كل العلوم حسناً ولكن الأولى تقديم الأهم والأفضل، وأفضل ما تشاغل به حفظ القرآن ثم الفقه، وما بعد هذا بمنزلة تابع ". ( ) من أنجح الوسائل التي يستخدمها المعلم مع طلابه أن يقوي لديهم الدافع للتعلم, وأن يوضح لهم معنى قوله تعالى:  قُل هلْ يَستوي الذينَ يعْلَمونَ والذينَ لا يَعْلَمون إنما يَتَذكّرُ أوُلوا الألبابِ  ( ). يقول سيد قطب: " فالعلم الصحيح بالله تعالى يجعل القلب موصولاً بربه  فلا يكاد ينتهي من عبادة حتى يشتغل بأخرى ولا يمنعه ذلك من السعي على معاشه وكفالة أهله وكفايتهم، فالعلم الصحيح لا ينفي الأخذ بالأسباب الظاهرة بل يصحبها بالتوكل على الله".( ) وبهذا يكون ممن رفعهم الله   يَرفِعِ الله الذينَ آمنوا مِنكُم والذينَ أُوتوا العِلْمَ درجَاتٍ  ( ) . قال  : ( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهَّل الله له طريقاً إلى الجنة )( ). وإلى جانب ذلك فلا ينس المعلمُ القصةَ, وما فيها من المشوقات والمرغبات وأخذ العبر والعظات منها, فتكون دافعاً قوياً يترك أثراً طيباً في نفس الطالب, قال تعالى:  لَقدْ كَانَ في قَصَصهِم عِبرةٌ لأُوْلى الألْبابِ  ( ).

ثالثاً : الرفق والرحمة بالمتعلم: إن القرآن الكريم يقرر مبدأً هاماً من مبادئ التعليم, ألا وهو الرحمة والرفق بالمتعلم. قال تعالى:  فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظّاً غليظ القلب لانفضوا من حولك  ( ). ولقد كان رسول الله  بالغ الرحمة, يترفق بالجاهل حتى يعلمه. ومدرس القرآن الكريم يجب أن يكون له في رسول الله الأسوة الحسنة والقدوة الصالحة لينهض بأمانته في مجتمع التعليم فيحمل طلابه على الإحسان والصلاح والتقوى, ويعلمهم ما ينفعهم والمعلم هو الذي يتعامل مع الطلاب بما يناسب كل واحد منهم، ويبعث في نفوسهم الشعور بالمحبة كي لا ينفروا منه, ليتعلموا بشوق ورغبة، والمدرس يكون ليناً في غير ضعف. فما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نُزع من شيء إلا شانه. رابعاً: الانتباه: إن القرآن الكريم قد نوَّه بأهمية تركيز الانتباه في عمليات استيعاب المعلومات، بل إنه أوجب الانتباه عند دراسة القرآن وقراءته والاستماع إليه على وجه الخصوص. قال تعالى: وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم تُرحمون  ( ) , أي إذا قرأ عليكم قارئ غيركم فاستمعوا له سماع تدبر وتفكر( ).

• المبحث الثاني : ما يجب على معلم الكبار وغير المتعلمين أولاً: الابتسامة كنز لا يكلف درهماً: إن الابتسامة مفتاح كل خير, ومغلاق كل شر, والنبي  يقول: ( تبسُّمك في وجه أخيك صدقة )( ), فالابتسامة في وجه الدارس الذي يثني ركبه بين يدي المدرس ليتعلم منه كلام الله  لها مفعولها السحري, وأثرها العجيب, وخير شاهد على هذا قوله : ( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق)( ) فما أجمل أن يلقى المعلم طلابه بابتسامة وبشاشة, حتى يقبلوا على تجارته، فمعلم القرآن صاحب تجارة بل أعظم تجارة, فهي تجارة لن تبور بإذن الله، قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصّلاة وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وعلانِيَة يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ  ( ) ويقول المثل الصيني : " إن الذي لا يُحسن الابتسامة لا ينبغي له أن يفتح متجراً "( ) فالمعلم الذي يُقبل على طلابه وهو يبتسم, يكون أكثر جاذبية للطلاب من غيره, يقول الإمام النووي : "وينبغي أن يُظهرَ لهم البشاشة وطلاقة الوجه ، ويتفقد أحوالهم ويسأل عمن غاب منهم"( ). ثانياً: الترفّع عمّا في أيدي الطلاب ليكون محبوباً لديهم: المعلم بصفة عامة ومعلم القرآن بصفة خاصة ينبغي له أن يرتفّع وأن يزهد عما في أيدي الآخرين, وبالأخص طلابه، حتى لا يكون لأحد منهم عليه منة, وبذلك يستقبلون منه العلم ويكون قدوة لهم، وليعلم معلم القرآن أن من علو النفس, وسمو الخلق أن يترفّع عن سؤال الطلاب حاجة, ولو كانت يسيرة كأن يترفع - ما أمكن - مثلاً عن سؤالهم إيصاله إلى مكان ما، أو حملهم لأمتعته, أو حتى مناولته كأساً من الماء, أو دفتراً، أو مصحفاً, أو غير ذلك, فقد قال : ( عِزّ المؤمن استغناؤه عن الناس )( ), وقال علي بن أبي طالب  لابنه الحسن في وصيته: " يا بني إن استطعت ألا يكون بينك وبين الله ذو نعمة فافعل، ولا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حراً، فإن اليسير من الله تعالى أكرم وأعظم من الكثير من غيره وإن كان كل منه كثيراً "( ). ثالثاً: جعل الطالب يشعر بأهميته لدى المدرس: إن أصعب شيء على الطالب أن يشعر بأنه مهمّش وغير مُهتم به، ولذا فالمعلم الذي لا يُشعِر إخوانه الطلاب بأهميتهم, فإنه من الصعب الوصول إلى قلوبهم، وبالتالي يصعب إيصال المعلومة لهم، إن إشعار الطلاب بأهميتهم يكون عن طريق التأكيد على جودة قراءتهم وتلاوتهم ودرجة إتقانهم للحفظ، أو أن يشيد المعلم بصفات حميدة يتصف بها طلابه، أو سلوكاً معتدلاً يسلكونه في حياتهم. ولكن .... على المعلم أن يكون حريصاً في المدح, فلا ينفخ البالونة كثيراً حتى لا تنفجر. إن هناك فرقاً واضحاً بين التشجيع والثناء والمدح المتزن وبين النفاق، فالأول فيه قدر كبير من الصدق والإخلاص، والثاني فيه قدر كبير من الكذب والخداع، فما أجمل أن يتصف معلم القرآن بصفة المدح المتزن لطلابه, الذي ينبو عن صدق وإخلاص، وليحذر المعلم من الإفراط في المدح. فإذا أفرط في مدحه, فرح الطالب وفتر عن المواصلة ورضِيَ عن نفسه، ومن أُعجب بنفسه قَلَّ تشميره للخير. رابعاً: معلم الكبار يقبل عذر من يأتيه معتذراً: إن قبول المعلم لاعتذار الطالب عن عدم الحفظ أو الغياب خلق كريم, يدل على فضله وعلو شأنه, ولا يليق به أن يرد هذا الاعتذار, لا سيما إذا كان الطالب من الطلاب المجتهدين. اقبل معاذير من يأتيك معتذراً فقد أطاعك من يرضيك ظاهره إنْ برَّ فيما قال أو فجرا وقد أجلك من يعصيك مستترا ولا يكون قبول اعتذار الطالب في جميع الأحوال؛ حتى لا يعتاد الغياب وتضعف عزيمته ويقل حفظه.  الفصل الرابع : طرائق تدريس القرآن للكبار وغير المتعلمين

 كان رسول الله  يُعلم أصحابه الأدعية الضرورية والآيات القرآنية تعليماً عملياً, والصحابي لا يقرأ ولا يكتب، فكان يرددها الصحابي أمام الرسول حتى يحفظها، وفي ذلك ورد حديث فيه تعليم كلمات تقال قبل النوم: عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله : ( إذا أتيت لمضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: "اللهم إني أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت" فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تتكلم به " قال : فرددتها على النبي ، فلما بلغت: آمنت بكتابك الذي أنزلت قلت "ورسولك" قال لا ونبيك الذي أرسلت ) ( ). أما تعليم القرآن: فقد أشار إليه الصحابي الجليل جابر بن عبد الله  قال: ( كان رسول الله  يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن .... الحديث)( ). والشاهد قول جابر: " كما يعلمنا السورة من القرآن " فدل على أن لتعليم القرآن أسلوباً نبوياً خاصاً.

• المبحث الأول: الطريقة العملية لتحفيظ الكبار

 الطريقة الأولى: طريقة العرض للطلاب الكبار الذين يعرفون القراءة والكتابة:

بالنسبة للطلاب الذين يعرفون القراءة من المصحف تستخدم معهم طريقة العرض من المعلم وذلك كما يلي:

 1- تحديد المقدار الذي يستطيع الطالب حفظه في جلسة واحدة، مراعياً في تحديده لهذا المقدار ما يلي:

1) تناسبه مع قدرة الطالب.

2) نشاطه وهمته ودرجة إقباله.

3) وقته وانشغاله, لا سيما إن كان مسؤولاً أو صاحب أسرة.

4) زمن الحلقة ومدى سهولة الآيات.

2- يقرأ المدرس ذلك المقدار أمام الطالب, والطالب يردد خلفه مع المتابعة في المصحف، ويمكن أن يدع المدرس الطالب يقرأ عليه المقطع من المصحف, وهو يستمع إليه، ويصوب خطأه ويُقوّم أداءه.

3- في حالة تبين المدرس صعوبة الكلمات على الطالب، وعجزه عن قراءتها من المصحف فإنه يقوم بتلقينه إياها؛ حتى يتمكن الطالب من قراءتها بشكل جيد.

4- بعد التأكد من صحة قراءة الطالب, يُوجَّه الطالب إلى تنفيذ الخطوات الآتية:

1) قراءة المقدار المحدد للحفظ من المصحف عدة مرات, حتى يتمكن من إجادتها.

2) إذا كانت الآية طويلة كآية الدَّين, قسمها إلى مقاطع وحفظها مقطعاً مقطعاً مع الربط بينها.

3) يحفظ آيات المقطع آية آية, ويقوم بربط الآية الثانية بالأولى والثالثة بالأولى والثانية ... وهكذا.

4) أن يرفع صوته بتوسط أثناء الحفظ؛ لكي يتم استخدام حاسة السمع والبصر والنطق في عملية الحفظ.

 5) تلاوة الآيات في بداية الحفظ بترتيل وتمهل، ثم يسترسل في القراءة ليسهل الحفظ والربط.

6) أن يُسمِّع على نفسه ما حفظ بعد إتمام حفظه عدة مرات.

7) أن يقوم بقراءة المقدار المحفوظ من المصحف بتركيز, بعد تسميعه على نفسه للتأكد من سلامة الحفظ.

5- بعد إجادة الحفظ وإتقانه, يقوم المدرس بالتسميع للطالب, ويمكن تكليف أحد إخوانه بالتسميع له.

 6- ثم بعد ذلك يقوم بربط أول السورة بآخرها، أو أول الصفحة بآخرها؛ حتى يتم إتقان الحفظ( ).

الطريقة الثانية: طريقة التلقين للطلاب الذين لا يعرفون القراءة من المصحف:

 أولاً: تعريف التلقين: اللقن هو الفهم، تلقنه أي فهمه، لقن أي فهم، لقنني فلان كلاماً أي فهمني منه ما لم أكن أفهم ( ) واللقن هو سرعة الفهم، التلقين هو سرعة التفهيم ( ). ثانياً: أهمية التلقين: لما بُعث النبي  أرسل الله إليه سيدنا جبريل  فلقنه أول خمس آيات من سورة العلق. وهذه تعتبر الطريقة المثلى في تعليم القرآن الكريم, خاصة وهي الطريقة الأجدر لإعداد الطالب الجيد, مع الرغم أنها أكثر استغراقاً للوقت فمن لقن لم يلحن، قال الله تعالى: {وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم}( ), أي تُلقّن وتُفهّم وتأخُذ وتحفظ، قال ابن الجزري: " لا شك أن هذه الأمة كما هم متعبدون بفهم معاني القرآن الكريم وإقامة حدوده متعبدون بتصحيح ألفاظه وإقامة حروفه على الصفة المتلقاة من أئمة القراءة المتصلة بالنبي " ( ) , والتلقين يكون بإحدى طريقتين:

 1- التلقين الفردي: وهو التلقين لطالب واحد, أي يقرأ المعلم الآية ويرددها الطالب بعده، وهذه الطريقة هي الأصلح للطالب بلا شك, فإن كان لدى المعلم عدد قليل من الطلاب, فالأصلح لهم أن يقرئ المعلم كلاً منهم على انفراد, حتى يتم الضبط والإتقان. 2- التلقين الجماعي: وهي قيام المعلم بتلقين مجموعة من الطلاب, بأن يقرأ لهم الآية, ثم يرددها الطلاب خلفه, حتى يضبطوها, وهكذا حتى يتم الحفظ والإتقان. ثالثاً: ضوابط تنفيذ طريقة التلقين:

 1- أن يكون عدد الطلاب قليلاً.

 2- أن يقرأ المعلم قراءةً نموذجية متأنية, موجهاً إياهم إلى دقة الاستماع، وحسن الترديد.

3- أن تكون المقاطع المقروءة قصيرة نسبياً, حتى يتم تلافي انقطاع نفس الطلاب أثناء القراءة.

4- إلزام جميع الطلاب بإمرار أيديهم على الكلمات المقروءة, وملاحظة ذلك باستمرار. 5- الوقوف على رؤوس الآي، والالتزام بعلامات الوقف وضبط الحركات والسكنات. 6- أن يكون صوت الطلاب في الترديد معتدلاً ومنظماً, حتى لا يتعبهم وليتمكنوا من النطق بالتجويد.

7- المتابعة الدقيقة من المعلم لأفواه الطلاب عند الترديد.

8- تكرير الكلمات الصعبة حتى يتم ضبطها.

9- التأكد من سلامة النطق لكل طالب على حدة بعد الانتهاء من التلقين.

10- يستمر المعلم في الترديد ولا يقتصر على مرة أو مرتين، حتى يتم الإتقان.

11- يعاود المعلم قراءة سطر سطر، ثم سطرين ثم ثلاثة وهكذا.

12- بعد الانتهاء من القراءة الترديدية, يبدأ المعلم بالاستماع إلى بعض الطلاب. ملحوظة: يمكن استخدام مرسم والتأشير على الكلمات الصعبة لكل طالب في مصحفه .  رابعاً: أهداف هذه الطريقة:

1- تخليص ألسنة الطلاب من عيوب النطق, ومنع سريان اللهجة العامية على ألفاظ القرآن الكريم.

2- تعريف الطلاب باصطلاحات الضبط كعلامات المد، والوقف، ورؤوس الأحزاب والأرباع والأجزاء.

3- تمكين ضعاف القراءة من إتقان القراءة من المصحف، وخاصة الكلمات التي يجدون صعوبة في نطقها.

 4- تعويد الطلاب على تدبر الآيات, من خلال الوقف على بعض الآيات المؤثرة, ولفت أنظار الطلاب إليها.

 5- تعريف الطلاب بأحكام التجويد الأساسية وكيفية تطبيقها عند المرور على أمثلة منها أثناء القراءة. الطريقة الثالثة: طريقة الحفظ على مدار اليوم ( طريقة عملية مُجربة )( ): وهي طريقة الخمس آيات . إن أول ما نزل على سيدنا محمد  من القرآن خمس آيات من سورة العلق, ولذلك أقترح بأن يكون الدرس خمس آيات في بداية الأمر, هذا بالنسبة للسور الطويلة، وأما إذا كانت بداية الحفظ من جزء النبأ، فتكون سورة قصيرة كل يوم، ولكن بعض الناس يقول: الوقت ضيق, ولا أستطيع الحفظ, فقد اقترحت على بعض الطلاب هذه الطريقة وهي طريقة حفظ آية واحدة في كل صلاة من الصلوات الخمس. هل حفظ آية واحدة قبل أو بعد كل صلاة من الصلوات الخمس تشغل الطالب عن قضاء مصالحه!؟ كلا … فإذا حفظ الطالب آية واحدة في كل صلاة, يكون مجموع ما يحفظ في اليوم خمس آيات, وذلك بعد تصحيح نطقها على المعلم، ثم يقرأ الآيات الخمس التي حفظها في الركعة الأولى بعد الفاتحة من راتبة العشاء, ويكررها في الركعة الثانية. وهكذا كل يوم، فيكون مجموع ما يحفظ في 7 أيام بدون أي كُلفة ولا مشقة 35 آية، ثم يأتي يوم الجمعة ويذهب إلى المسجد مبكراً لينال أجر التبكير إلى الجمعة ويراجع ما حفظه خلال الأسبوع وهو 35 آية، وهكذا … فتحفظ في الثلاثين يوماً بعون الله 150 آية. بذلك حفظ سورة البقرة كاملة في شهرين تقريباً، حيث أنها 286 آية. وسورة آل عمران مثلاً 200 آية سوف يحفظها في أربعين يوماً تقريباً، وسورة النساء في 35 يوماً. هذا إن التزم الطالب بحفظ آية واحدة في كل صلاة بشرط ألا يترك اليوم يمر بدون حفظ الآيات الخمس. وأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل. والمهم الاستمرار والمواظبة.  

ملاحظة: لا شك أن هذه الطريقة لا تصلح لجميع الطلاب، فبعض الطلاب يستطيع أن يحفظ الآيات الخمس دفعة واحدة، وللطالب الاختيار حسب وقته وظروفه. الطريقة الرابعة: اتباع هدي السلف في تدريس القرآن: كان لمدارسة القرآن الكريم عند الصحابة والسلف الصالح أهمية خاصة ومن التطبيقات التربوية على قيامهم بهذه المهمة، مهمة تعليم القرآن ما ذكره مسلم بن مشكم إذ يقول: قال لي أبو الدرداء: اعدد من في مجلسنا, قال: فجاء ألف وستمائة ونيفاً, فكانوا يقرؤون ويتسابقون عشرة عشرة، فإذا صلى الصبح انفتل وقرأ جزء فيحدثون به، ويسمعوا ألفاظه، وكان ابن عامر مقدماً فيهم( ). فهذا مؤسس الحلقات القرآنية أبو الدرداء  قسم طلابه عشرة عشرة، ولكل عشرة منهم ملقن، وكان يطوف عليهم قائماً, فإذا أحكم الرجل منهم تحول إلى أبي الدرداء, وقرأ عليه( ). وهذا ابن الأخرم( ) رحمه الله كانت له حلقة عظيمة بجامع دمشق، يقرأ عليه الطلبة من بعد الفجر إلى الظهر، وقد قال محمد بن على السلمي: قمت ليلة لأخذ النوبة على ابن الأخرم، فوجدت قد سبقني إلى حلقته ثلاثون قارئاً, وقال: لم تدركني النوبة إلا بعد العصر( ). كان العلامة شمس الدين الشيخ محمد بن الجزري( ) لما قدم القاهرة وازدحمت عليه الخلق, لم يتسع وقته لقراءة الجميع، فكان يقرأ عليهم الآية ثم يعيدونها عليه دفعة واحدة، فلم يكتفِ بقراءته. وقد كان الشيخ السخاوي يقرأ عليه اثنان وثلاثة في أماكن مختلفة ويرد على كل منهم ( أي يصحح خطأهم إذا أخطأوا )( ).

وطرق تعليم القرآن عند هؤلاء الأعلام من السلف كانت بإحدى ثلاث :

1- أن يقرأ المعلم ويردد خلفه المتعلم بعد السماع, ليصحح له الشيخ إذا أخطأ.

2- أن يسمع المتعلم من الشيخ إلا إذا شك المتعلم بقدرته على أداء جملة, فيستوقف الشيخ ليقرأها عليه.

3- أن يقرأ المتعلم ويسمع له الشيخ, ثم يصحح له إذا أخطأ، ثم ينطلق ليحفظ ما قرأ، ثم يسمع للشيخ.

 • المبحث الثاني: المراجعة: القرآن الكريم هو كلام الله , ويحتاج إلى التعاهد والمراجعة, كما قال : (تعاهدوا هذا القرآن، فوالذي نفسُ محمد بيده لهو أشدُّ تفلتاً من الإبلِ في عُقُلها) ( ), ولمراجعة القرآن الكريم دور كبير في بقاء المحفوظ عدم زواله، ولما للمراجعة من دور كبير في تثبيت المحفوظ, وعدم نسيانه, لابد للمعلم أن يعتني بها, ويُلزم طلابه بها, ويغرس في نفوسهم أن مراجعة المحفوظ أولى من حفظ الجديد. "وقد فصل بعض السلف ونقلوا عن الصحابة كراهية أن يخرج يوم ولم ينظروا في المصحف" ( ) وكنت ولله الحمد والمنة دائماً أُذكّرُ طلابي من حلقات الكبار بالمراجعة من خلال هذا المثال أقول لهم أنتم أشبه برجل تعِب واجتهد وجمع قدراً من المال هل بعد أن يجمع قدراً من المال يتركه في الشارع أو على قارعة الطريق عُرضة للضياع؟! أم يحافظ عليه ويستفيد منه!؟ فمن حفظ جزءاً من القرآن, ينبغي عليه أن يتعاهده, ويستفيد منه, ويصلي به ويعمل بأحكامه. فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله  قال: ( إنما مثلُ صاحب القرآن كمثَلِ الإبل المعلَّقة إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت )( ). قال القرطبي: " من حفظ القرآن أو بعضه، فقد علت رتبته، فإذا أخل بهاتيك المرتبة حتى خرج عنها ناسب أن يُعاقب, فإن ترك تعاهدِ القرآن يُفضي إلى الجهل، والرجوع إلى الجهل بعد العلمِ شديد " ( ).

• المبحث الثالث: الأوقات المقترحة للمراجعة:

1- كل وقت فراغ لابد وأن يُشغل.

2- وقت السحر لأنه وقت سكينة وخشوع.

3- بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس.

4- القراءة من المحفوظ في الصلوات.

5- بين الأذان والإقامة.

6- يوم الجمعة قبل الخطبة إذا بكّر بذهابه إلى المسجد.

7- مع الأصدقاء وأثناء تبادل الزيارات.

8- قبل النوم ولو بنصف ساعة.

وفي أحد هذه الأوقات الكفاية إذا استمر الطالب عليها, وذلك وفق جدول معين وثابت يومياً، ولابد من الاطمئنان على الكمية التي يتم مراجعتها, وذلك من خلال عدة أسئلة متفرقة من الشيخ للطالب, لتحديد درجة إتقانه للمراجعة، والتسميع والمراجعة على الغير ما أمكن, أفضل من المراجعة الفردية, لأنه قد يُخطئ الإنسان ولا يدري أنه أخطأ. "ونود أن نشير إلى بعض الأوقات المباركة التي ينبغي انتهازها لمريد الحفظ وهي: (الأسحار والأبكار، وما بين المغرب والعشاء، والعبرة لا شك بالوقت الذي يصفو فيه الذهن وتقل فيه الحركة بعيداً عن الشواغل والشوارد "( )

• المبحث الرابع: كيف ينجح المعلم في طريقته؟ أشار القرآن الكريم إلى دور المعلمين من الأنبياء وأتباعهم إلى أن وظيفتهم الأساسية دراسة العلم الإلهي وتعليمه للناس, وذلك في سورة آل عمران بقوله تعالى:  ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتابَ والحُكم والنبوة ثم يقولَ للناس كونوا عباداً لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تُعلّمون الكتاب وبما كنتم تّدرُسون  ( ). وأشار  إلى أن من أهم وظائف الرسول تعليم الناس الكتاب والحكمة, وتزكية الناس, أي تنمية نفوسهم وتطهيرها بقوله تعالى:  ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم  ( ). وقد بلغ من شرف مهنة التعليم أن جعلها الله من جملة المهمات التي كلف بها رسوله   لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين  ( ).

من أجل ذلك ينبغي أن يجتهد في أن يكون ناجحاً في مهمته, ومن صفات المعلم الناجح ما يلي:

1- أن يكون هدفه ربانياً, كما صرح بذلك في قوله تعالى:  ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تُعلّمون الكتاب وبما كنتم تّدرُسون  ( ), وبدون هذه الصفة لا يمكن للمعلم أن يحقق هدفه وهو تعليم القرآن.

 2- أن يكون مخلصاً، وهذا من تمام صفة الربانية وكمالها. فإذا زال الإخلاص حل محله التحاسد بين المعلمين. يقول الدكتور أحمد السهلي( ) : " ينبغي أن تكون حياتنا امتداداً لحياة أولئك الأبرار، ذلك الجيل القرآني الفريد والموكب الإيماني المضيء، الذي سبقنا على درب الإيمان والدعوة والجهاد, فكانت له تجارب إيمانية صادقة, إلى المعاني لا يعرف التردد، وما ذاك إلا لأنهم تربوا على مائدة القرآن الكريم، وشهدوا ميلاد الهدى وتنزّل القرآن. ( )

3- أن يكون صبوراً على المعاناة التي يلاقيها من الطلاب, والمشقة التي يجدها في تقريب المعلومة إلى أذهان الطلاب, لأن تدريس القرآن للكبار يقتضي تكراراً وتنويعاً للأساليب, وذلك لأنهم جميعاً ليسوا على مستوى واحد من القدرة على التعلم.

4- أن يكون صادقاً فيما يدعو إليه، وعلامة صدقه أن يطبقه على نفسه، فإذا طابق علمه عمله اتبعه الطلاب وقلدوه في أقواله وأفعاله.

5- أن يكون دائم التزود بالعلم والمدارسة له، وأن يكون على نصيب وافر من المعرفة بالقرآن وتجويده وأحكامه, وأسباب نزوله وقراءاته ورواياته وطرقه، وناسخه ومنسوخه ... إلخ، وذلك لأن كثرة الأخطاء عند المعلم وعدم إتقانه للحفظ تقلل من ثقة الدارسين بمدرسهم.

6- أن يكون صاحب فن في توصيل المعلومة, وتنوع الأسلوب متقناً لتلك الأساليب، عارفاً بالأسلوب الذي يصلح لكل طالب, مقدراً مكانة الطالب الاجتماعية والتعليمية.

7- أن يكون قادراً على الضبط والسيطرة على الطلاب متابعاً لهم ، حازماً يضع الأمور في مواضعها ، وفي نفس الوقت يكون محبوباً من الطلاب رحيماً بهم من غير تفريط حريصاً على مصلحتهم . يسامحهم أحياناً دون أن يترك لهم مجالاً للتراخي والكسل . 8- أن يكون عادلاً بين طلابه لا يميل إلى أي فئة منهم ولا يفضل أحداً على أحد إلا بالحق وبما يستحق كل طالب حسب علمه ومواهبه.

  الفصل الخامس: الوسائل التعليمية:

 • المبحث الأول: الشريط المسموع أو المرئي:

 أولاً: أهمية الاستماع: إن من أنجح الوسائل التي يجب أن يستخدمها معلم الكبار هي الأشرطة المسموعة والمرئية وذلك لما للاستماع من أهمية كبرى في حياة الكبير أو غير المتعلم. وذلك لأن الاستماع من الوسائل التي يتصل بها الإنسان في بداية حياته مع الآخرين، وعن طريقه يكتسب المفردات ويتعلم الجمل والتراكيب، ويتلقى الأفكار والمفاهيم، وعن طريقه يكتسب المهارات الأخرى للغة، بل إن الاستماع الجيد يحمي الإنسان من مخاطر عديدة، إن الأصم يتعرض في حياته إلى مخاطر لا يستطيع أن يدرك مصدرها أو أن يحدد اتجاهها. ولقد ثبت من أبحاث كثيرة أن الإنسان العادي يستغرق في الاستماع ثلاثة أمثال ما يستغرقه في القراءة "( ). إن الاستماع يمثل من حياتنا مكانة كبيرة ومنزلة خاصة، من أجل ذلك نجد القرآن الكريم قد أولى هذه المهارة ما تستحقه من أهمية. ثانياً: الوسائل التعليمية الحديثة: إن استخدام الوسائل التعليمية الحديثة واستخدام التقنيات العصرية الآن في تعلم القرآن الكريم أصبح شيئاً ضرورياً خاصة لتدريس غير المتعلمين والكبار، وهو عملية تعليم القرآن الكريم عبر وسيط إلكتروني ( تقنيات الاتصال بشبكة الإنترنت أو ما يقوم مقامها) ، وتشمل عملية التعليم تصحيح التلاوة وشرح الأحكام التجويدية ودراسة المنظومات في علم التجويد والقراءات كالجزرية والشاطبية وغيرهما. ويُعَدُّ الإقراء الإلكتروني من التقنيات الحديثة والمفيدة في تعليم القرآن الكريم بصورة صحيحة لفئات كثيرة من المسلمين قد يصعب تعليمهم مثل كبار السن، أو من لا يجد أساتذة مؤهَّلون يقومون بالتعليم القرآني فمن ذلك:

1- التسجيلات الصوتية: في هذا العصر ولله الحمد ما يخلو بيت من بيوتات المسلمين من مسجل صوتي للقرآن الكريم على أشرطة الكاسيت أو اسطوانات الليزر الحديثة،أو على الجوالات, لقد أثبتت التجارب التربوية جدوى استخدام هذه الوسيلة في تعليم تلاوة القرآن وذلك من خلال استماع الطالب إلى تلاوة نموذجية "( ).

2- استخدام الحاسوب والجوال في تعليم القرآن الكريم: يعد الحاسوب والجوال الحديث من أحدث التقنيات التربوية وأسرعها تطوراً, ومن ثم يمكن أن يستفيد الطالب أو الدارس بعدما يتلقى الدرس على يد معلمه بالحلقة إذا عاد إلى منزله من خلال برنامج القرآن الكريم, الذي يتضمن مجالات عديدة, منها:

1- برنامج تحفيظ القرآن الكريم وذلك كأن يختار الطالب مثلاً الآية التي يريد حفظها أو السورة القصيرة ثم يعطي الأمر إلى الحاسب بأن يكرر هذه الآية عشر مرات مثلاً، لا شك أنه سيستفيد منها بإذن الله تعالى.

 2- "برنامج حفص "لتعليم القرآن الكريم للكبار والصغار وهو يقوم بتعليم القران من جميع النواحي مثل التجويد والأحكام من مخارج الحروف وصفاتها وأحكام المد والقصر .... http://forum.arabycommunity.com/forum5/topic1563.html 3- جهاز الفيديو: يسهم جهاز الفيديو في تسهيل تعليم القرآن الكريم, حيث أنه يقدم التلاوة بالصوت والصورة, فيسمع الدارس التلاوة وينظر إلى فم الشيخ أثناء نطقه فيشترك في التعليم حاستا السمع والبصر, ومما لا شك فيه أن استخدام أكثر من حاسة في التعليم يثبت الحفظ ويرسخ في الذهن فتكون الفائدة أكثر والتأثير أبلغ. " ولذلك أصبحت الوسائل التعليمية ضرورة تربوية في الحلقات القرآنية, لأنها تسهم في توظيف جهد المدرس بطريقة أفضل, والمحافظة على وقته ووقت الطالب, وبالتالي تحقيق الأهداف, لا سيما إذا اقترنت حاسة السمع والبصر في التعلم بالوسيلة "( ). (وقد أظهرت تجارب تربوية عن أهمية الوسائل التعليمية أن نسبة التذكر والاستظهار ترتفع إذا اشتركت حاسة السمع والبصر وذلك بالنسب التالية:

1. بالقراءة تكون نسبة التذكر 10% .

 2. بالسمع تكون نسبة التذكر 20%.

3. بالنظر تكون نسبة التذكر 30%.

 4. بالسمع والنظر تكون نسبة التذكر 50%.

5. بالتطبيق والعمل تكون نسبة التذكر 90% )( ).

 • الفصل السادس: النسيان ( أسبابه وطرق علاجه( )):

 أولاً: تعريف النسيان: هو عدم القدرة على استرجاع المحفوظ، وهو عكس التذكر, وقد حذر النبي  منه، فنسيان القرآن الكريم سواء كان لفظاً أو عملاً هو ظاهرة خطيرة وداء عضال يجب الوقوف على أسبابه وطرق علاجه.  

ثانياً: أسباب النسيان:

 1. عدم الإخلاص لله.

 2. المعاصي والذنوب.

 3. الحفظ في حالة التعب.

4. عدم تكرار ما تم حفظه.

 5. إرهاق الذهن بالحفظ.

 6. عدم الثقة بالنفس.

 ثالثاً: علاج النسيان:

1. الإخلاص والدعاء والاستغفار.

2. افهم ثم احفظ.

3. صمم على تسميع ما تحفظ.

4. قسم الحفظ إلى مقاطع.

5. وزع الحفظ على فترات.

6. كرر ثم كرر ثم كرر.

7. استخدم أكثر من حاسة.

8. قاوم النسيان.

9. احفظ قبل النوم.

10. كن واثقاً من نفسك.

11. قم الليل بما تحفظ.

12. صاحب الأخيار.

 فهرس المصادر والمراجع 1 ) القرآن الكريم . 2 ) أدب الدنيا والدين ، علي بن محمد الماوردي . 3 ) أصول التربية الإسلامية وأساليبها ، عبد الرحمن النحلاوي . 4 ) الإيقاظ لتذكير الحفاظ ، لجمال عبد الرحمن . 5 ) انتقادات موجهة لمناهج التربية الإسلامية ، لمحمد عبد القادر أحمد . 6 ) التبيان في آداب حملة القرآن للنووي . 7 ) الترغيب والترهيب . 8 ) تفسير حاشية الجمل على تفسير الجلالين . 9 ) سراج القارئ المبتدي وتذكار المقرئ المنتهي لابن القاصح . 10 ) طرق تدريس التربية الدينية ، للدكتور محمود رشدي خاطر . 11 ) طرق تدريس القرآن الكريم . الشؤون التعليمية بالجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالطائف 12 ) علو الهمة ، لمحمد أحمد إسماعيل . 13 ) في ظلال القرآن ، للشهيد سيد قطب . 14 ) القرآن الكريم تاريخه وآدابه . لإبراهيم عمر . 15 ) كتاب كيف تكسب الأصدقاء . 16 ) الكنز الذي لا يكلف درهماً ، د.علي الحمادي . 17 ) لسان العرب لابن منظور . 18 ) مختصر منهاج القاصدين ، لابن قدامة ، تحقيق د. سعد شلبي . 19 ) مع القرآن وحملته ، لعبيد الشعبي . 20 ) المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم . 21 ) من صفات أهل القرآن ، للدكتور أحمد السهلي . 22 ) مهارات التدريس في الحلقات القرآنية ، للدكتور علي الزهراني . 23 ) نحو أداء متميز لحلقات تحفيظ القرآن ، المنتدى الإسلامي . 24 ) النشر في القراءات العشر ، لابن الجزري 25 ) الواضح في علوم القرآن للدكتور مصطفى البغا . فهرس الموضوعات • المقدمة .......................................................ص2 • سبب اختيار الموضوع .........................................ص3 • الفصل الأول: • الفصل الثاني: طرائق التدريس...................................ص4 o المبحث الأول: مفهوم طرق التدريس ....................ص4  أولاً: تعريف الطريقة في اللغة ....................ص4  ثانياً: الطريقة في القرآن الكريم ..................ص4  ثالثاً: الطريقة في التدريس ........................ص5 o المبحث الثاني: قواعد طرق التدريس ....................ص5  أولاً: العناية بالمتعلم .............................ص5  ثانياً: معرفة المعلم لقدرات الطلاب وإدراكهم .....ص6  ثالثاً: التدرج من البسيط إلى المركب .............ص7  رابعاً: دقة الحفظ وسلامة الأداء .................ص7  خامساً: عظمة القرآن الذي نتعلمه ...............ص7 o المبحث الثالث: أهداف تدريس القرآن لكبار السن ......ص8 • الفصل الثالث: كبار السن وغير المتعلمين .......................ص8 o المبحث الأول: مبادئ تعليم القرآن لكبار السن وغير المتعلمين ..............................................ص8  أولاً: وضوح الهدف .............................ص9  ثانياً: تقوية الدافع للتعلم .........................ص9  ثالثاً: الرفق والرحمة بالمتعلم ...................ص11  رابعاً: الانتباه ..................................ص11 o المبحث الثاني: ما يجب على معلم الكبار وغير المتعلمين ......................................................ص12  أولاً: الابتسامة كنز لا يكلف درهماً ............ص12  ثانياً: الترفع عما في أيدي الطلاب ليكون محبوباً لديهم ...............................................ص12  ثالثاً: جعل الطالب يشعر بأهميته لدى المدرس .ص13  رابعاً: معلم الكبار يقبل عذر من يأتيه معتذراً ....ص13 • الفصل الرابع: طرائق تدريس القرآن للكبار وغير المتعلمين ...ص14 o المبحث الأول: الطريقة العملية لتحفيظ الكبار .........ص14  الطريقة الأولى: طريقة العرض للطلاب الكبار الذين يعرفون القراءة والكتابة .........................ص14  الطريقة الثانية: طريقة التلقين للطلاب الذين لا يعرفون القراءة من المصحف ..........................ص16  أولاً: تعريف التلقين ....................ص16  ثانياً: أهمية التلقين .....................ص16  ثالثاً: ضوابط تنفيذ طريقة التلقين ........ص17  رابعاً: أهداف هذه الطريقة ..............ص17  الطريقة الثالثة: طريقة الحفظ على مدار اليوم ....ص18  الطريقة الرابعة: اتباع هدي السلف في تدريس القرآن ...............................................ص19 o المبحث الثاني: المراجعة .............................ص20 o المبحث الثالث: الأوقات المقترحة للمراجعة ..........ص21 o المبحث الرابع: كيف ينجح المعلم في طريقته؟ ........ص22 • الفصل الخامس: الوسائل التعليمية ..............................ص23 o المبحث الأول: الشريط المسموع أو المرئي ...........ص23  أولاً: أهمية الاستماع ..........................ص23  ثانياً: الوسائل التعليمية الحديثة .................ص24  التسجيلات الصوتية ....................ص24  استخدام الحاسوب في تعليم القرآن الكريم ........................................ص24  جهاز الفيديو ...........................ص25 o الفصل السادس: النسيان (أسبابه وطرق علاجه ) ........ص25  أولاً: تعريف النسيان ...........................ص25  ثانياً: أسباب النسيان ..........................ص25  ثالثاً: علاج النسيان ...........................ص26 • فهرس المصادر والمراجع ....................................ص27 • فهرس الموضوعات ..........................................ص28

الجمعة، 1 مارس 2013

تلخيص لعروض ppt بطريقة أخرى (مستفاد من الأستاذ سلطان حلمي وفقه الله) اسم العرض إدارة الأزمات حل المشكلات (1) حل المشكلات (2) المصباح حل المشكلات (3) إبراهيم شوقي تعريف المشكلة • هي عقبة أمام تحقيق الأهداف. • حالة يسعى خلالها الفرد للوصول إلى هدف يصعب الوصول إليه, بسبب عدم وضوح أسلوب الحل, أو صعوبة تحديد وسائل وطرق تحقيق الهدف, أو بسب عقبات تعترض هذا الحل وتحول دون وصول الفرد إلى ما يريد. • هي موقف أو قضية غير واضحة, يتعرض لها الفرد, وتحتاج الى حل, وتختلف المشكلة من حيث صعوبتها وأساليب معالجتها من فرد الى آخر. • موقف لا نستطيع أن نقوم فيه باستجابة مناسبة . التصنيف لا يوجد تصنيف واضح ولكن يوجد لديه معيار للانحراف المعياري لتحقيق الأهداف (معيار مثالي ومعيار غير مقبول). 1. مشكلات الترتيب. 2. مشكلات استقراء البنية أو مشكلات التشبيه والمناظرة. 3. مشكلات النقل أو التحويل. 1. المشكلة المحددة كلياً. 2. المشكلة المحددة جزئياً. 3. المشكلة الغير محددة. 1. المشكلات الواضحة أو جيدة التحديد (مثل طلب وجبة في مطعم). 2. المشكلات سيئة أو ضعيفة التحديد (مثل تعطل السيارة مع عدم وجود معرفة بكيفية التعامل مع الأعطال). طرق حل المشكلة 1. عرف المشكلة. 2. حلل الأسباب الكامنة أو المحتملة. 3. عرف الحلول الممكنة. 4. اختر الحل الأفضل. 5. ضع خطة عمل. 6. نفذ الحل وقَوِّم التقدم. 1. الإحساس بالمشكلة. 2. فهم طبيعة المشكلة . 3. يحتاج من يقوم بحل المشكلة إلى درجة من المعرفة بالموضوع وجمع المعلومات الملائمة لحل المشكلة وتنظيمها. 4. تشكيل الحل وتنفيذه. 5. تقويم الحل. 1. الشعور بالمشكلة. 2. تحديد المشكلة وتوضيحها. 3. جمع المعلومات حول المشكلة. 4. وضع الفروض المناسبة. 5. اختبار صحة الفروض عن طريق الملاحظة المباشرة أو عن طريق التجريب. 6. التوصل إلى النتائج والتعميم. 1. تحدي المشكلة والتعرف عليها. 2. تحديد الاستراتيجية المناسبة للحل. 3. تنفيذ الاستراتيجية. 4. التقويم.
بسم الله الرحمن الرحيم هذه خلاصة الترجمة لمقطع [Ben Stein ] مؤلف وممثل ومحامي, وعالم اقتصاد: يقول: لدينا أزمة في التعليم من الدرجة الأولى, عندما كنت طفلاً كان معدل درجاتي في الاختبارات مرتفعاً, وكنا أطفالاً مميزين, ولكن بعد ذلك في آخر السبعينات والثمانينات والتسعينات, انخفض معدل الدرجات بطريقة ما, لا أدري كيف! وهذه مشكلة كبيرة, وأصبح العديد من الشباب الأمريكي لا يعلمون شيئاً عن التاريخ والجغرافية, فلا يعلمون أي شيء إلا كيف يكونون محششين, والتعليم هو العنصر الأساسي في تشكيل رأس مال الإنسان, إن الشباب الأمريكي خاصة الشباب الذين ليسوا بأغنياء, أو على الأقل من الطبقة الوسطى إذا لم يتعلموا فهم سوف يهبطون أكثر وأكثر على سلم الدخل, والدولة بأكملها سوف تشهد انهياراً في الثروة والحراك الاجتماعي. لقد كنت قبل قليل, على التلفاز مع [رابرت رايك] قبل إتياني إلى هنا, وكان يقول: "لا بد أن تكون هناك حركة سياسية ترتفع من خلالها الطبقة الوسطى إلى الطبقة العليا", وكنت أقول بأن هذا الشيء لن يتم من قبل الحكومة بل بالأشخاص العاملين والموفرين. وأنا كوالد لشاب مراهق فإني أتكهن بأشياء مخيفة حول ذلك, فكثير من الشباب في الوقت الحاضر يرغبون في العمل, ولكن في مقابل ذلك الكثير منهم لا يرغبون في العمل, ولا في التعليم, وأنا لا ألوم المعلمين في ذلك, بل ألوم الطلاب أنفسهم, لأن المعلمين يعملون بجد واجتهاد لأنها وظيفة أو مهنة صعبة. فأنا عملت كمعلم, ودرَّست في محيط محترم ومتميز غالباً في [ يوسي سانت كروز ], وحتى هناك كان نوع من الصعوبة في التدريس, وكان من الصعب جداً تعليم الطلاب المحششين طوال اليوم, ولذلك يجب على الطلاب أن يرسخ في عقولهم أن من المهم جداً أن يتعلموا. وأذكر واقعة حدثت لي, وهي تبين حقيقة هذا الوضع, وهي أفضل من أن آتي بالأرقام والإحصائيات والبيانات التي تدل على هذا الأمر, كنت مشاركاً في برنامج على قناة يسمى ( أذكى النماذج الأمريكيين ) الذين أُخبرت عنهم بأنهم نماذج, وعلى كل حال أخذنا وجمعنا ألف وستمائة رجل وامرأة وامتحناهم, ونزل العدد إلى ستة عشر منهم ثمانية رجال وثماني نسوة, وفي يوم ما في منتصف العرض كنت أتحدث مع اثنين من الذين أُخرجا من العرض, وكانا ينتظران ليعملا شيئاً ما قبل أن يعودا إلى حياتهم, وهما شاب وشابة. قال الشاب في حديثه مع [Ben ]: "أكيد أن لديك علم كثير وتعرف أشياء كثيرة". فقلت للشاب: "أنا أكبر منك سناً بكثير, ولكن ليس لدي علم كثير". فقال الشاب: كم عمرك؟ قلت: اثنان وستون. فقال الشاب مستغرباً: "واو!!". فقلت له: دعنا نعمل اختباراً الآن هنا. وقلت له: "من كان رئيساً عندما ولدتُ؟". فظل الشاب يفكر ثم قال: "أعتقد أنه [ إبراهيم لنكون ]". فقلت له: "لا, إنه ليس إبراهيم لنكون". فظل يفكر وقال: "لا أستطيع التفكير في أي رئيس آخر". فقلت له: "سوف أعطيك تلميحاً للإجابة, عندما ولدت كانت هناك حربٌ كبيرةٌ ومستعرة في العالم أجمعه, ولم تكن الأولى من نوعها, دعنا نبدأ لكي نرى هل تستطيع أن تخبرني أي حرب كانت تلك؟". فظل الشاب يفكر. فقالت الشابة: "حربٌ أهلية". فقلت: "لا, لا, ليست حرباً أهلية!". فقالا: "لا يمكننا التفكير في أي حروب أخرى". فقلت لهم: "لقد كانت الحرب العالمية الثانية". قالا: "لقد سمعنا بهذا, لقد سمعنا بهذا". فقلت لهما: "إذاً من كان رئيساً في الحرب العالمية الثانية؟" فقالا: "لا نعلم الإجابة". فقلت لهما: "طيب, إنه: [ فرانكو روزفلت ] وهناك سؤالٌ آخر سوف نجعله سهلاً, من حاربنا في الحرب العالمية الثانية؟". كلاهما قالا في آن واحد: "ألمانيا". فقلت: "صحيح, ومن أيضاً؟". فقالا: "روسيا". فقلت: "لا, لقد كانت روسيا إلى جانبنا". وسألتهما: "من أيضاً حاربناه في الحرب العالمية الثانية؟". فقال الشاب: "ألمانيا!". فقلت: "لقد قلتَ ألمانيا قبل قليل". فقال: "طيب لا أعلم". فقلت له: "دعني أساعدك, لقد حاربنا في مسرح العمليات في أوربا وفي مسرح المحيط الهادي, فقلت له: من حاربنا في منطقة المحيط الهادي؟". فظل الشاب يفكر, ثم قال: "ألمانيا!". فقلت له: "لا, لا, ألمانيا ليست في المحيط الهادي, إذاً من حاربنا في المحيط الهادي؟". فظل يفكر ثم قال: "روسيا!". فقلت: "لا, لا, لقد قلت لك أن روسيا كانت بجانبنا في الحرب". ثم قال: "لا أستطيع التخمين, لا أعلم". فقلت: "سوف أقرب لك الإجابة, سأعطيك تلميحاً, هي مجموعة جزر تكوّن دولة وتنتج سيارات جيدة جداً ". فظل يفكر ثم قال: "ألمانيا!". فقلت له: "لا, لا, إنها ليست ألمانيا, وإنما هي اليابان". فقالا: "هل حاربنا اليابان في الحرب العالمية الثانية؟ ومن انتصر؟" فقال الشاب أو ربما الشابة: "واو! لديك علم ومعرفة كثيرة جداً وهذا مدهش!". فقلت لهما: أن هذا القدر من العلم لا يستوعب وقتاً في معرفته, وأظن أننا تعلمنا شيئاً بسيطاً عن التاريخ حينما ترعرعنا في [ واشنطن دي سي ] كما فعلت أنا. فقال الشاب: "واشنطن دي سي؟ المكان الذي يمطر فيه طوال الوقت ويمتاز بالأشجار الكبيرة؟". فقلت له: "لا, لا, الذي تقصده هي ولاية [ واشنطن ]". فقال لي: "ما الفرق بينهما؟" فقلت له: "[ واشنطن دي سي ] منطقة صغيرة بين [ ميرلاند ] و[ فرجينيا ] وأغلب مكاتب الحكومة الفيدرالية تقع فيها, وولاية [ واشنطن ] في شمال غرب المحيط الهادي على الساحل, وتمطر كثيراً وتوجد بها الكثير من الأشجار الكبيرة". وبعد هذا الشرح والتفصيل قالت الشابة: "ما الفرق بين [ واشنطن دي سي ] و[ واشنطن ]؟". وهذه نهاية الواقعة. والإعلام يعطي لنا صورة مغايرة, ويخبر الناس أن التعليم ليس مهما, وأنه من الغباء أن تصبح ذكياً, وليس من الجيد أن تعلم كل شيء.