بحث مختصر في كتاب
تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم
لابن جماعة رحمه الله
إعداد: صهيب بن عيسى المرزوقي
بسم الله الرحمن الرحيم
1. مؤلف الكتاب:
· اسمه ونسبه وكنيته ولقبه ومذهبه: هو الشيخ الإمام قاضي القضاة بدر الدين أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة بن علي بن جماعة بن حازم بن صخر الكناني نسبا الحموي مولدا الشافعي مذهبا
· مولــده: ولد بحماة سنة 639 هـ .
· شيوخـه: شيوخ بدر الدين بن جماعة كثيرون وقد بلغ عددهم في مشيخته التي خرّجها البرزالي أربعاً وسبعين شيخاً منهم امرأة واحدة.
· ومن أشهرهم: تقي الدين أبي عبد الله محمد بن الحسين بن رزبن المتوفى سنة 680 هـ , ومعين الدين أحمد بن علي بن يوسف الدمشقي المتوفى سنة 667هـ , وزين الدين أبي الطاهر إسماعيل بن عبد القوي ابن أبي العز بن عزون المتوفى سنة 667 هـ , وأبي عبد الله محمد بن عبد الله بن مالك الإمام اللغوي المشهور المتوفى سنة 672 هـ .
· تلاميـذه: الإِمام الذهبي: محمد بن أحمد بن عثمان المتوفى سنة 748 هـ .
وابن جابر المغربي: محمد بن جابر الوادي آشي المتوفى سنة 749 هـ .
والسبكي: عبد الوهاب بن علي المتوفى سنة 771 هـ .
· أعمـالـه: تولى الإمام بدر الدين بن جماعة قضاء القدس سنة (687 هـ) , ثم نقل إلى قضاء الديار المصرية سـنة (690 هـ) , وجمع له بين القضاء ومشيخة الشيوخ , ثم أعيد إلى قضاء الديار المصرية بعد وفاة ابن دقيق العيد , وعزل مدة سنة ثم أعيد , وعمي سنة (727 هـ) فصرف عن القضاء , واستمر في التدريس إلى أن توفي , وقد درس في أشهر مدارس عصره ومنها: المدرسة القيمرية , والعادلية الكبرى في دمشق , كما درس في مصر بالمدرسة الصالحية , والمدرسة الناصرية , والمشهد الحسيني وغيرها.
2. الكتاب:
كانت غاية تأليف هذا الكتاب كما قالها المؤلف: (ولما بلغت رتبة الأدب هذه المزية وكانت مدارك مفضلاته خفية، دعاني ما رأيت من احتياج الطلبة إليه وعسر تكرار توقفهم عليه إما لحياء فيمنعهم الحضور أو لجفاء فيورثهم النفور، إلى جمع هذا المختصر مذكراً للعالم ما جعل إليه ومنبها للطالب على ما يتعين عليه وما يشتركان فيه من الأدب وما ينبغي سلوكه في مصاحبة الكتب، ثم أدب من سكن المدارس منتهيا أو طالباً لأنها مساكن طلبة العلم في هذه الأزمنة غالباً).
وكانت مزايا هذا الكتاب أن المؤلف جمع فيه مما اتفق في الموسوعات أو ما سمع من المشايخ السادات أو ما مر به في المطالعات أو استفاد منه في المذاكرات ، وذكر محذوف الأسانيد والأدلة كي لا يطول على مطالعه أو يمله ، كما أشار إليها في تمهيد الكتاب.
3. تلخيص الكتاب:
الباب الأول: في فضل العلم وأهله (وشرف العالم ونسله).
الباب الثاني : في أدب العالم في نفسه ومراعاة طالبه ودرسه.
الفصل الأول :في آدابه في نفسه , وهو اثنا عشر نوعًا: النوع الأول: دوام مراقبة الله تعالى في السر والعلن.
الثاني: أن يصون العلم كما صانه علماء السلف.
الثالث: أن يتخلق بالزهد في الدنيا والتقلل منها بقدر الإمكان.
الرابع: أن ينزه علمه عن جعله سلمًا يتوصل به إلى الأغراض الدنيوية من جاه أو مال أو سمعة.
الخامس: أن يتنزه عن دنى المكاسب ورذيلها.
السادس: أن يحافظ على القيام بشعائر الإسلام وظواهر الأحكام.
السابع: أن يحافظ على المندوبات الشرعية القولية والفعلية.
الثامن: معاملة الناس بمكارم الأخلاق.
التاسع: أن يطهر باطنه وظاهره من الأخلاق الرديئة ويعمره بالأخلاق المرضية.
العاشر: دوام الحرص على الازدياد بملازمة الجد والاجتهاد.
الحادي عشر: أن لا يستنكف أن يستفيد ما لا يعلمه ممن هو دونه منصبًا أو نسبًا أو سنًا.
الثاني عشر: الاشتغال بالتصنيف والجمع والتأليف.
الفصل الثاني :في آداب العالم في درسه , وفيه اثنا عشر نوعًا: الأول: إذا عزم على مجلس التدريس تطهر من الحدث والخبث وتنظف وتطيب.
الثاني: إذا خرج من بيته دعا بالدعاء الصحيح عن النبي ﷺ ويجلس مستقبل القبلة.
الثالث: أن يجلس بارزًا لجميع الحاضرين ويوقر أفاضلهم بالعلم والسن والصلاح والشرف.
الرابع: أن يقدم على الشروع في البحث والتدريس قراءة شيء من كتاب الله تعالى تبركًا وتيمنًا.
الخامس: إذا تعددت الدروس قدم الأشرف فالأشرف والأهم فالأهم.
السادس: أن لا يرفع صوته زائدًا على قدر الحاجة ولا يخفضه خفضًا لا يحصل معه كمال الفائدة.
السابع: أن يصون مجلسه عن اللغط؛ فإن الغلط تحت اللغط.
الثامن: أن يزجر من تعدى في بحثه أو ظهر منه لدد في بحثه أو سوء أدب.
التاسع: أن يلازم الإنصاف في بحثه وخطابه.
العاشر: أن يتودد لغريب حضر عنده وينبسط له ليشرح صدره.
الحادي عشر: أن يقال كلام يشعر بختم الدرس كقوله: وهذا آخره، أو ما بعده يأتي إن شاء الله تعالى، ونحو ذلك ليكون قوله: والله أعلم خالصًا لذكر الله تعالى، ولقصد معناه.
الثاني عشر: أن لا ينتصب للتدريس إذا لم يكن أهلاً له ولا يذكر الدرس مِنْ عِلْمٍ لا يعرفه.
الفصل الثالث : في أدب العالم مع طلبته مطلقًا في حلقته, وهو أربعة عشر نوعًا: الأول: أن يقصد بتعليمهم وتهذيبهم وجه الله تعالى ونشر العلم وإحياء الشرع.
الثاني: أن لا يمتنع من تعليم الطالب لعدم خلوص نيته.
الثالث: أن يرغبه في العلم وطلبه في أكثر الأوقات.
الرابع: أن يحب لطالبه ما يحب لنفسه.
الخامس: أن يسمح له بسهولة الإلقاء في تعليمه وحسن التلطف في تفهيمه.
السادس: أن يحرص على تعليمه وتفهيمه ببذل جهده وتقريب المعنى له.
السابع: إذا فرغ الشيخ من شرح درس فلا بأس بطرح مسائل تتعلق به على الطلبة يمتحن بها فهمهم وضبطهم لما شرح لهم.
الثامن: أن يطالب الطلبة في بعض الأوقات بإعادة المحفوظات ويمتحن ضبطهم لما قدم لهم.
التاسع: إذا سلك الطالب في التحصيل فوق ما يقتضيه حاله أو تحمله طاقته وخاف الشيخ ضجره أوصاه بالرفق بنفسه.
العاشر: أن يذكر للطلبة قواعد الفن التي لا تنخرم إما مطلقًا كتقديم المباشرة على السبب في الضمان، أو غالبًا كاليمين على المدعى عليه إذا لم تكن بينة إلا في القسامة.
الحادي عشر: أن لا يظهر للطلبة تفضيل بعضهم على بعض عنده في مودة أو اعتناء.
الثاني عشر: أن يراقب أحوال الطلبة في آدابهم وهديهم وأخلاقهم باطنًا وظاهرًا.
الثالث عشر: أن يسعى في مصالح الطلبة وجمع قلوبهم ومساعدتهم بما تيسر عليه من جاه ومال.
الرابع عشر: أن يتواضع مع الطالب وكل مسترشد سائل.
الباب الثالث: (في أدب المتعلم في نفسه ومع شيخه ورفقته ودرسه(:
الفصل الأول :في آدابه في نفسه, وفيه عشرة أنواع: الأول: أن يطهر قلبه من كل غش ودنس وغلّ وحسد وسوء عقيدة وخلق.
الثاني: حسن النية في طلب العلم بأن يقصد به وجه الله تعالى.
الثالث: أن يبادر شبابه وأوقات عمره إلى التحصيل ولا يغتر بخدع التسويف والتأميل.
الرابع: أن يقنع من القوت بما تيسر وإن كان يسيرًا، ومن اللباس بما يستر مثله وإن كان خلقًا.
الخامس: أن يقسم أوقات ليله ونهار ويغتنم ما بقي من عمره فإن بقية العمر لا قيمة له.السادس: من أعظم الأسباب المعينة على الاشتغال والفهم وعدم الملال أكل القدر اليسير من الحلال.السابع: أن يأخذ نفسه بالورع في جميع شأنه ويتحرى الحلال في طعامه وشرابه ولباسه ومسكنه.
الثامن: أن يقلل استعمال المطاعم التي هي من أسباب البلادة وضعف الحواس كالتفاح الحامض والباقلا وشرب الخل.
التاسع: أن يقلل نومه ما لم يلحقه ضرر في بدنه وذهنه، ولا يزيد في نومه في اليوم والليلة على ثمان ساعات.
العاشر: أن يترك العشرة فإن تركها من أهم ما ينبغي لطالب العلم.
الفصل الثاني :في آدابه مع شيخه وقدوته وما يجب عليه من عظيم حرمته , وهو ثلاثة عشر نوعًا: الأول: أنه ينبغي للطالب أن يقدم النظر ويستخير الله فيمن يأخذ العلم.
الثاني: أن ينقاد لشيخه في أموره ولا يخرج عن رأيه وتدبيره.
الثالث: أن ينظره بعين الإجلال ويعتقد فيه درجة الكمال.
الرابع: أن يعرف له حقه ولا ينسى له فضله.
الخامس: أن يصبر على جفوة تصدر من شيخه أو سوء خلق.
السادس: أن يشكر الشيخ على توقيفه على ما فيه فضيلة، وعلى توبيخه على ما فيه نقيصة.
السابع: أن لا يدخل على الشيخ في غير المجلس العام إلا باستئذان.
الثامن: أن يجلس بين يدي الشيخ جلسة الأدب كما يجلس الصبي بين يدي المقري أو متربعًا.
التاسع: أن يحسن خطابه مع الشيخ بقدر الإمكان.
العاشر: إذا سمع الشيخ يذكر حكمًا في مسألة أو فائدة مستغربة أو يحكي حكاية أو ينشد شعرًا وهو يحفظ ذلك أصغى إليه إصغاء مستفيد له.
الحادي عشر: أن لا يسبق الشيخ إلى شرح مسالة أو جواب سؤال منه.
الثاني عشر: إذا ناوله الشيخ شيئًا تناوله باليمين وإن ناوله شيئًا ناوله باليمين.
الثالث عشر: إذا مشى مع الشيخ فليكن أمامه بالليل وخلفه بالنهار.
الفصل الثالث :في آدابه في دروسه وقراءته في الحلقة وما يعتمده فيها مع الشيخ والرفقة , وهو ثلاثة عشر نوعًا: النوع الأول: أن يبتدئ أولاً بكتاب الله العزيز فيتقنه حفظًا.
الثاني: أن يحذر في ابتداء أمره من الاشتغال في الاختلاف.
الثالث: أن يصحح ما يقرؤه قبل حفظه تصحيحًا متقنًا.
الرابع: أن يبكر بسماع الحديث ولا يهمل الاشتغال به وبعلومه.
الخامس: إذا شرح محفوظاته المختصرات وضبط ما فيها من الإشكالات والفوائد المهمات انتقل إلى بحث المبسوطات.
السادس: أن يلزم حلقة شيخه في التدريس والإقراء بل وجميع مجالسه إذا أمكن.
السابع: إذا حضر مجلس الشيخ سلم على الحاضرين بصوت يسمع جميعه ويخص الشيخ بزيادة تحية وإكرام.
الثامن: أن يتأدب مع حاضري مجلس الشيخ.
التاسع: أن لا يستحيي من سؤال ما أشكل عليه.
العاشر: مراعاة نوبته فلا يتقدم عليه بغير رضا من هي له.
الحادي عشر: أن يكون جلوسه بين يدي الشيخ على ما تقدم تفصيله وهيأته في أدبه مع شيخه.
الثاني عشر: إذا حضرت نوبته استأذن الشيخ.
الثالث عشر: أن يرغب بقية الطلبة في التحصيل ويدلهم على مظانه.
الباب الرابع : في الآداب مع الكتب التي هي آلة العلم، وما يتعلق بتصحيحها وضبطها وحملها ووضعها وشرائها وعاريتها ونسخها وغير ذلك , وفيه أحد عشر نوعًا: الأول: ينبغي لطالب العلم أن يعتني بتحصيل الكتب المحتاج إليها.
الثاني: يستحب إعارة الكتب لمن لا ضرر عليه فيها. الثالث: إذا نسخ من الكتاب أو طالعه فلا يضعه على الأرض مفروشًا منشورًا.
الرابع: إذا استعار كتابًا فينبغي له أن يتفقده عند إرادة أخذه ورده.
الخامس: إذا نسخ شيئًا من كتب العلوم الشرعية فينبغي أن يكون على طهارة مستقبل القبلة.
السادس: ينبغي أن يجتنب الكتابة الدقيقة في النسخ فإن الخط علامة فأبينه أحسنه.
السابع: إذا صحح الكتاب بالمقابلة على أصله الصحيح أو على شيخ فينبغي له أن يشكل المشكل ويعجم المستعجم ويضبط الملتبس.
الثامن: إذا أراد تخريج شيء في الحاشية ويسمى اللحق بفتح الحاء، علم له.
التاسع: لا بأس بكتابة الحواشي والفوائد والتنبيهات المهمة على حواشي كتاب يملكه.
العاشر: لا بأس بكتابة الأبواب والتراجم والفصول بالحمرة فإنه أظهر في البيان.
الحادي عشر: قالوا الضرب أولى من الحك، لاسيما في كتب الحديث لأن فيه تهمة وجهالة.
الباب الخامس :في آداب سكنى المدارس للمنتهي والطالب لأنها مساكنهم في الغالب , وهو أحد عشر نوعًا: الأول: أن ينتخب لنفسه من المدارس بقدر الإمكان ما كان واقفه أقرب إلى الورع وأبعد عن البدع.
الثاني: أن يكون المدرس بها ذا رياسة وفضل وديانة وعقل ومهابة وجلالة وناموس وعدالة.
الثالث: أن يتعرف بشروطها ليقوم بحقوقها.
الرابع: إذا حصر الواقف سكنى المدرسة على المرتبين بها دون غيرهم لم يسكن فيها غيرهم. الخامس: أن لا يشتغل فيها بالمعاشرة والصحبة.
الباب الثاني : في أدب العالم في نفسه ومراعاة طالبه ودرسه.
الفصل الأول :في آدابه في نفسه , وهو اثنا عشر نوعًا: النوع الأول: دوام مراقبة الله تعالى في السر والعلن.
الثاني: أن يصون العلم كما صانه علماء السلف.
الثالث: أن يتخلق بالزهد في الدنيا والتقلل منها بقدر الإمكان.
الرابع: أن ينزه علمه عن جعله سلمًا يتوصل به إلى الأغراض الدنيوية من جاه أو مال أو سمعة.
الخامس: أن يتنزه عن دنى المكاسب ورذيلها.
السادس: أن يحافظ على القيام بشعائر الإسلام وظواهر الأحكام.
السابع: أن يحافظ على المندوبات الشرعية القولية والفعلية.
الثامن: معاملة الناس بمكارم الأخلاق.
التاسع: أن يطهر باطنه وظاهره من الأخلاق الرديئة ويعمره بالأخلاق المرضية.
العاشر: دوام الحرص على الازدياد بملازمة الجد والاجتهاد.
الحادي عشر: أن لا يستنكف أن يستفيد ما لا يعلمه ممن هو دونه منصبًا أو نسبًا أو سنًا.
الثاني عشر: الاشتغال بالتصنيف والجمع والتأليف.
الفصل الثاني :في آداب العالم في درسه , وفيه اثنا عشر نوعًا: الأول: إذا عزم على مجلس التدريس تطهر من الحدث والخبث وتنظف وتطيب.
الثاني: إذا خرج من بيته دعا بالدعاء الصحيح عن النبي ﷺ ويجلس مستقبل القبلة.
الثالث: أن يجلس بارزًا لجميع الحاضرين ويوقر أفاضلهم بالعلم والسن والصلاح والشرف.
الرابع: أن يقدم على الشروع في البحث والتدريس قراءة شيء من كتاب الله تعالى تبركًا وتيمنًا.
الخامس: إذا تعددت الدروس قدم الأشرف فالأشرف والأهم فالأهم.
السادس: أن لا يرفع صوته زائدًا على قدر الحاجة ولا يخفضه خفضًا لا يحصل معه كمال الفائدة.
السابع: أن يصون مجلسه عن اللغط؛ فإن الغلط تحت اللغط.
الثامن: أن يزجر من تعدى في بحثه أو ظهر منه لدد في بحثه أو سوء أدب.
التاسع: أن يلازم الإنصاف في بحثه وخطابه.
العاشر: أن يتودد لغريب حضر عنده وينبسط له ليشرح صدره.
الحادي عشر: أن يقال كلام يشعر بختم الدرس كقوله: وهذا آخره، أو ما بعده يأتي إن شاء الله تعالى، ونحو ذلك ليكون قوله: والله أعلم خالصًا لذكر الله تعالى، ولقصد معناه.
الثاني عشر: أن لا ينتصب للتدريس إذا لم يكن أهلاً له ولا يذكر الدرس مِنْ عِلْمٍ لا يعرفه.
الفصل الثالث : في أدب العالم مع طلبته مطلقًا في حلقته, وهو أربعة عشر نوعًا: الأول: أن يقصد بتعليمهم وتهذيبهم وجه الله تعالى ونشر العلم وإحياء الشرع.
الثاني: أن لا يمتنع من تعليم الطالب لعدم خلوص نيته.
الثالث: أن يرغبه في العلم وطلبه في أكثر الأوقات.
الرابع: أن يحب لطالبه ما يحب لنفسه.
الخامس: أن يسمح له بسهولة الإلقاء في تعليمه وحسن التلطف في تفهيمه.
السادس: أن يحرص على تعليمه وتفهيمه ببذل جهده وتقريب المعنى له.
السابع: إذا فرغ الشيخ من شرح درس فلا بأس بطرح مسائل تتعلق به على الطلبة يمتحن بها فهمهم وضبطهم لما شرح لهم.
الثامن: أن يطالب الطلبة في بعض الأوقات بإعادة المحفوظات ويمتحن ضبطهم لما قدم لهم.
التاسع: إذا سلك الطالب في التحصيل فوق ما يقتضيه حاله أو تحمله طاقته وخاف الشيخ ضجره أوصاه بالرفق بنفسه.
العاشر: أن يذكر للطلبة قواعد الفن التي لا تنخرم إما مطلقًا كتقديم المباشرة على السبب في الضمان، أو غالبًا كاليمين على المدعى عليه إذا لم تكن بينة إلا في القسامة.
الحادي عشر: أن لا يظهر للطلبة تفضيل بعضهم على بعض عنده في مودة أو اعتناء.
الثاني عشر: أن يراقب أحوال الطلبة في آدابهم وهديهم وأخلاقهم باطنًا وظاهرًا.
الثالث عشر: أن يسعى في مصالح الطلبة وجمع قلوبهم ومساعدتهم بما تيسر عليه من جاه ومال.
الرابع عشر: أن يتواضع مع الطالب وكل مسترشد سائل.
الباب الثالث: (في أدب المتعلم في نفسه ومع شيخه ورفقته ودرسه(:
الفصل الأول :في آدابه في نفسه, وفيه عشرة أنواع: الأول: أن يطهر قلبه من كل غش ودنس وغلّ وحسد وسوء عقيدة وخلق.
الثاني: حسن النية في طلب العلم بأن يقصد به وجه الله تعالى.
الثالث: أن يبادر شبابه وأوقات عمره إلى التحصيل ولا يغتر بخدع التسويف والتأميل.
الرابع: أن يقنع من القوت بما تيسر وإن كان يسيرًا، ومن اللباس بما يستر مثله وإن كان خلقًا.
الخامس: أن يقسم أوقات ليله ونهار ويغتنم ما بقي من عمره فإن بقية العمر لا قيمة له.السادس: من أعظم الأسباب المعينة على الاشتغال والفهم وعدم الملال أكل القدر اليسير من الحلال.السابع: أن يأخذ نفسه بالورع في جميع شأنه ويتحرى الحلال في طعامه وشرابه ولباسه ومسكنه.
الثامن: أن يقلل استعمال المطاعم التي هي من أسباب البلادة وضعف الحواس كالتفاح الحامض والباقلا وشرب الخل.
التاسع: أن يقلل نومه ما لم يلحقه ضرر في بدنه وذهنه، ولا يزيد في نومه في اليوم والليلة على ثمان ساعات.
العاشر: أن يترك العشرة فإن تركها من أهم ما ينبغي لطالب العلم.
الفصل الثاني :في آدابه مع شيخه وقدوته وما يجب عليه من عظيم حرمته , وهو ثلاثة عشر نوعًا: الأول: أنه ينبغي للطالب أن يقدم النظر ويستخير الله فيمن يأخذ العلم.
الثاني: أن ينقاد لشيخه في أموره ولا يخرج عن رأيه وتدبيره.
الثالث: أن ينظره بعين الإجلال ويعتقد فيه درجة الكمال.
الرابع: أن يعرف له حقه ولا ينسى له فضله.
الخامس: أن يصبر على جفوة تصدر من شيخه أو سوء خلق.
السادس: أن يشكر الشيخ على توقيفه على ما فيه فضيلة، وعلى توبيخه على ما فيه نقيصة.
السابع: أن لا يدخل على الشيخ في غير المجلس العام إلا باستئذان.
الثامن: أن يجلس بين يدي الشيخ جلسة الأدب كما يجلس الصبي بين يدي المقري أو متربعًا.
التاسع: أن يحسن خطابه مع الشيخ بقدر الإمكان.
العاشر: إذا سمع الشيخ يذكر حكمًا في مسألة أو فائدة مستغربة أو يحكي حكاية أو ينشد شعرًا وهو يحفظ ذلك أصغى إليه إصغاء مستفيد له.
الحادي عشر: أن لا يسبق الشيخ إلى شرح مسالة أو جواب سؤال منه.
الثاني عشر: إذا ناوله الشيخ شيئًا تناوله باليمين وإن ناوله شيئًا ناوله باليمين.
الثالث عشر: إذا مشى مع الشيخ فليكن أمامه بالليل وخلفه بالنهار.
الفصل الثالث :في آدابه في دروسه وقراءته في الحلقة وما يعتمده فيها مع الشيخ والرفقة , وهو ثلاثة عشر نوعًا: النوع الأول: أن يبتدئ أولاً بكتاب الله العزيز فيتقنه حفظًا.
الثاني: أن يحذر في ابتداء أمره من الاشتغال في الاختلاف.
الثالث: أن يصحح ما يقرؤه قبل حفظه تصحيحًا متقنًا.
الرابع: أن يبكر بسماع الحديث ولا يهمل الاشتغال به وبعلومه.
الخامس: إذا شرح محفوظاته المختصرات وضبط ما فيها من الإشكالات والفوائد المهمات انتقل إلى بحث المبسوطات.
السادس: أن يلزم حلقة شيخه في التدريس والإقراء بل وجميع مجالسه إذا أمكن.
السابع: إذا حضر مجلس الشيخ سلم على الحاضرين بصوت يسمع جميعه ويخص الشيخ بزيادة تحية وإكرام.
الثامن: أن يتأدب مع حاضري مجلس الشيخ.
التاسع: أن لا يستحيي من سؤال ما أشكل عليه.
العاشر: مراعاة نوبته فلا يتقدم عليه بغير رضا من هي له.
الحادي عشر: أن يكون جلوسه بين يدي الشيخ على ما تقدم تفصيله وهيأته في أدبه مع شيخه.
الثاني عشر: إذا حضرت نوبته استأذن الشيخ.
الثالث عشر: أن يرغب بقية الطلبة في التحصيل ويدلهم على مظانه.
الباب الرابع : في الآداب مع الكتب التي هي آلة العلم، وما يتعلق بتصحيحها وضبطها وحملها ووضعها وشرائها وعاريتها ونسخها وغير ذلك , وفيه أحد عشر نوعًا: الأول: ينبغي لطالب العلم أن يعتني بتحصيل الكتب المحتاج إليها.
الثاني: يستحب إعارة الكتب لمن لا ضرر عليه فيها. الثالث: إذا نسخ من الكتاب أو طالعه فلا يضعه على الأرض مفروشًا منشورًا.
الرابع: إذا استعار كتابًا فينبغي له أن يتفقده عند إرادة أخذه ورده.
الخامس: إذا نسخ شيئًا من كتب العلوم الشرعية فينبغي أن يكون على طهارة مستقبل القبلة.
السادس: ينبغي أن يجتنب الكتابة الدقيقة في النسخ فإن الخط علامة فأبينه أحسنه.
السابع: إذا صحح الكتاب بالمقابلة على أصله الصحيح أو على شيخ فينبغي له أن يشكل المشكل ويعجم المستعجم ويضبط الملتبس.
الثامن: إذا أراد تخريج شيء في الحاشية ويسمى اللحق بفتح الحاء، علم له.
التاسع: لا بأس بكتابة الحواشي والفوائد والتنبيهات المهمة على حواشي كتاب يملكه.
العاشر: لا بأس بكتابة الأبواب والتراجم والفصول بالحمرة فإنه أظهر في البيان.
الحادي عشر: قالوا الضرب أولى من الحك، لاسيما في كتب الحديث لأن فيه تهمة وجهالة.
الباب الخامس :في آداب سكنى المدارس للمنتهي والطالب لأنها مساكنهم في الغالب , وهو أحد عشر نوعًا: الأول: أن ينتخب لنفسه من المدارس بقدر الإمكان ما كان واقفه أقرب إلى الورع وأبعد عن البدع.
الثاني: أن يكون المدرس بها ذا رياسة وفضل وديانة وعقل ومهابة وجلالة وناموس وعدالة.
الثالث: أن يتعرف بشروطها ليقوم بحقوقها.
الرابع: إذا حصر الواقف سكنى المدرسة على المرتبين بها دون غيرهم لم يسكن فيها غيرهم. الخامس: أن لا يشتغل فيها بالمعاشرة والصحبة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق